حمدي رزق يكتب: حلم وليد الركراكى!
لو قالها مدرب مصرى لقالوا عليه «مجنون» وأشبعوه تريقة، وسلقوه بألسنة حداد: إنت بتحلم، بلاها أحلام.. خلاصته أحبطوه ونتفوا ريشه حتى صار بلا جناح، وتركوه جثة هامدة تنهشها كلاب السكك.
لا تستكثروا على الحالمين حلمهم، فإن حلموا كان لهم من حلمهم نصيب، وفاز مدرب منتخب المغرب «وليد الركراكى» ببعض حلمه، ويطمح لتحقيق أحلامه. يقول الركراكى في محفل الدوحة لكرة القدم وفى مواجهة العالم: «يجب أن تحلموا لتصلوا.. وإذا لم يحلم الإنسان فلن يصل إلى شىء، نحن في إفريقيا لم نحقق كأس العالم من قبل، فلماذا لا نحلم؟ وإذا قلنا إننا لن نحقق كأس العالم في حياتنا، فسنخسر بالتأكيد».
الحلم هو ما نبحث عنه.. أمامك ابن مدينة صغيرة، واليوم فريق في كأس العالم، ولو كنت أفكر عندما كنت صغيرا بعقلية انهزامية لم أكن لأكون هنا اليوم، لذلك أقول: «لماذا لا نحقق كأس العالم؟!.. لا أقول إننا سنفوز بكأس العالم، لكننا يجب أن نجرؤ على الحلم بتحقيق لقب كأس العالم».
هذا هو الحلم الذي يغير الواقع.. بدون أحلام لن تتغير الأيام، تغيير الواقع بحلم تسعى وتثابر وتجتهد لتحقيقه.. ما نعانيه موت الأحلام في مهدها، تحلم إذًا أنت مجنون، كيف تجرؤ على الحلم؟!.
يااااه إنت بتحلم، ويحك كيف تحلم؟!، الحلم رفاهية لا يقدر عليها سوى الحالمين، ده في الحلم، في المشمش، يا عم فوق من أحلامك..
التحبيط، والتثبيط، وتضعيف الهمم، كَسْرها عكس شحذ الهمم لبلوغ القمم.
حلم وليد الركراكى حلم يفوق الخيال، ولكن من حقه يحلم ويسعى لتحقيق حلمه، يكفيه شرف المحاولة والسعى الحثيث في تحقيق حلمه وحلم الملايين من شعبه، هو يحلم بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن شعبه.
لا يكفى أن تكون حالما، العائش في الحلم مستوجب أن تملك مقومات تحقيق الأحلام، الحلم مش خطية، الحلم قوة خفيّة، شعور محفز، طاقة جبارة تنبثق من نفس وثابة، عشنا زمنا نردد: «يا خوف فؤادى من غد»، وبات لسان الحال كما تغنت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم: «آه كم أخشى غدى هذا وأرجوه اقترابا، كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا».
على ذكر حلم مدرب منتخب المغرب وليد الركراكى يعرفون الأحلام بطرق نفسانية، وكثير من النظريات التي تفسر حدوث الأحلام، فيقول «سيجموند فرويد» إن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة، خاصة التي يكون إشباعها صعبًا في الواقع.
ففى الأحلام، يرى الفرد دوافعه قد تحققت في صورة حدث أو موقف. والمثل الشعبى القائل: «الجوعان يحلم بسوق العيش» خير تعبير على هذا.
ولكن غالبًا ما تكون الرغبات في الحلم مموهة أو مخفية، بحيث لا يعى الحالم نفسه معناها، ولذلك فإن كثيرًا من الأحلام تبدو خالية من المعنى والمنطق، شبيهة بتفكير المجانين، على عكس «أحلام اليقظة» التي تكون منطقية جدًا.
حلم وليد الركراكى من النوعية المنطقية، من أحلام اليقظة المشروعة جدا، من حقه يحلم، ومن حقنا جميعا نحلم، نحلم ببكره، والحالمون قوم طامحون للأفضل، والمستقبل في ركابهم.. فقط دعوهم يحلموا، الأحلام معلهاش جمرك!!.