حمدي رزق يكتب: شهادة طلال أبوغزالة
مقطع فيديو لرجل الأعمال الأردنى، «طلال أبوغزالة»، يتحدث فيه عن الاقتصاد المصرى وتوقعاته له في السنوات المقبلة.
المقطع قلب الفضاء الإلكترونى رأسًا على عقب، وأفردت الـCNN بالعربية مساحة معتبرة على موقعها الإلكترونى. (يمكن تسمعه بنفسك، تسمع منه ولا تسمع عنه حتى تتبين صدقيته).
جت منه مجتش من غيره من رجال الأعمال المصريين المغردين، نفر منهم تحول إلى غراب نوحى، ينعق في خراب نفسه، ويرمى وطنه بما في نفسه من أحقاد مستبطنة، ويخلص من حكومتها ثارات قديمة، ويعتنق مبدأ برَجماتى قبيح، مؤداه «فيها لأخفيها».
بعضهم رابض في دغل تويتر (إكس)، كما الثعلب المكار في قصة كرم العنب الشهيرة «اللى ما يطول العنب حامض عنه يقول.. حصرم»، والمثل من الأمثال الشعبية النجدية، (نسبة إلى نجد في المملكة العربية السعودية)، ويقال كحجة وتبرير للفشل الذي يمر به الإنسان الفاشل، فيقوله الفاشل ليتبرأ من مسؤولية فشله، ويُحملها على الظروف المحيطة به والعوامل الخارجية، بينما في الحقيقة هو يفتقر للإرادة والحماس، والمجهود الذي يبذله لا يكفى إطلاقًا للوصول إلى هدفه.
لا يستويان، محب عاشق لمصر، وعشاقها كثر، يتمنون لها كل الخير، وكاره حاقد محتقن، يبخ سمًّا في آنية الوطن، بين عاشق صبابة مثل أبوغزالة الأردنى، ومثله كثير لا يذكرون مصر إلا بكل الخير، ويتمنون لها السلامة من كل شر، وبين المؤلَّفة قلوبهم، الذين يتسقّطون ساقط الأخبار ليُسوِّدوا صورتها في أعين الطيبين.
أبوغزالة قال ما يعتقد، ونالته هجومات عكسية من إخوان صهيون والتابعين، لن يفلت بها، كلاب إكس العقورة ستمزق ملابسه وتنهش لحمه وتوسخ وجهه وتسلقه بألسنة حداد.
تصريحات أبوغزالة جاءت خلال مقابلة أجراها على قناة «الشرق» وقال فيها: «ما تقوم به مصر أنا أحييه لأنها تبنى بنية تحتية هي الضرورة اللازمة للازدهار في المستقبل، الحكومات والقيادات في الدنيا أمامها خياران، يا أرضى الشعب وأدمر مستقبله أو أبنى له مستقبل ويكون زعلان منى..».
ينصح الرجل عموم المصريين: «إنت بِدّك تزعل.. ازعل، معك حق، بس نحن نبنى لك عشان أولادك يكونوا مبسوطين، أنا بصرف على أشياء إنت بتشوف أنه لا لزوم لها، وتقول: أنا بدى آكل، وبدى تزيد دخلى وتأمن لى خدمات أكبر، ولكن هناك ثمن لذلك…».
ويخلص إلى نتيجة طيبة، قالها دون حاجة، لا هو طالب ولا مطلوب ولا باحث عن صفقة في الساحل، يقولها كما يقولون لوجه الله، إحقاقًا للحق، ولا يريد من الحكومة المصرية جزاء ولا شكورًا، مش مضطر لهذا القول، ويعلم أنه يغرد خارج سرب الغربان التي تنقر رأس الحكومة المصرية.
رجل الأعمال الأردنى متفائلًا يصدم كل المتشائمين، نصًّا يقول: «أنا اليوم بقول لك وسجل على أن وضعك الاقتصادى في مصر أحسن من بريطانيا وفرنسا مثلًا، وهُمّه من مجموعة السبع الكبار، وضعك أحسن اقتصاديًّا بالمعايير، مش بس تاخد جانب واحد فقط أنه العملة نزلت أو ليس لدينا دولارات، من الجيد الواحد ما يكون عنده دولارات، وجيد ألا يكون عليه دولارات».. خلاصته.. اسمعوا من أبوغزالة الأردنى، ولا تسمعوا من غراب البَيْن، ولو كان مصريًّا!.