حمدي رزق يكتب: صفصف !!
جد تحار فى وصف « صفصف »، الفنانة « هالة صدقي فى مسلسل « جعفر العمدة » حالة فنية متفردة، أمسكت بتلابيب الدور، مرسوم لها دور أم فى منطقة السيدة زينب، فأحبت السيدة وأبدعت فى تجسيد دور الأم، بكل مفرداتها لفظياً وجسدياً لبست الدور أو بالأحرى لبستها روح صفصف، وربما لن تغادرها إلى حين .
« أنا اللى يدوس على طرف عيل من عيالى أكله بسناني .. « مقولات صفصف كانت لافتة وهى تزود عن ابنيها ( جعفر وسيد ) بضراوة نمرة شرسة .
هالة صدقى حلقت عالياً فى دورين محببين، دور (أم جعفر العمدة)، جسدت دور الملكة صفصف التى تعيش ذكرى المعلم عبد الجواد، ودور«أم السلطان حامد» « فى « سره الباتع « المفطورة على ولدها الوحيد، دور احتاج منها نقلة فى الأداء من صفصف الحبوبة النغشة، إلى والدة الفلاح المناضل بكل ما يستبطنه من معاناة قاسية .
تعزف هالة صدقي على موهبتها، اشتغلت على نفسها بدأب، وانتظرت فى مرفأ الإبداع محتشدة، فجاء الأداء كعزف فردى لافت، بانفعالات محسوبة، انتقال سهل من الحزن والشجن إلى الفرح و الصهللة، من كسرة الأم على ضناها، إلى غرور الملكة صفصف.
بأداء متمكن ملأت هالة صدقى فراغاً خلفته اعتزال المبدعة « عبلة كامل » نفس الروح المنبثقة من روح الكبيرة « مارى منيب « فى تجسيد لروح الأم المصرية التى تعالج الصعب بابتسامة مدهشة .
ولادة جديدة لفنانة من العيار الثقيل، تنسج بطولتها الخاصة، توسع ثوب الدور ليليق بها، حتى فى اختيار ملابسها حريصة على التفاصيل من تعصيبة دماغ أم السلطان السوداء فى اشارة إلى محنتها، إلى عبايات صفصف الفضفاضة التى تشى بالبحبوحة، والنغش .
معاناة هالة صدقى الحياتية ولدت هذا الألق اللافت، لفتتنا بطلة مدهشة، صحيح لم تنل حظها سابقا، ولكن لاحقا مرشحة لأدوار مرسومة على وجهها الصبوح.