حمدي رزق يكتب: كم عدد مرضى السكرى فى مصر؟
ظرف صحى (سكرى) طارئ استوجب زيارة الكبير الدكتور «صلاح الغزالى حرب» أستاذ أمراض الباطنة والسكرى بكلية الطب بجامعة القاهرة، وسألته عن عدد المصابين بالسكرى من النوعين الأول والثانى فى مصر، أو نسبتهم فى المجموع السكانى؟!.
السؤال من لزوم ما يلزم لرسم سياسات طبية وقائية وعلاجية للجم الإصابات الكثيفة بالسكرى الذى يعد من الأمراض الخبيثة، يتسلل وينتشر فى خفاء عن المريض، ولا يشعر به إلا فى وقت متأخر (بعد الإصابة) التى قد تكلفه فادحا من صحته، وتكلف المجتمع ضعفا فى مناعته.
الثابت أنه لا أرقام يعتد بها إحصائيا، وما تيسر دراسة (فريدة) قام بها الدكتور الغزالى مع فريق مصغر فى (وحدة الفحص الشامل لمرضى السكرى بمعهد ناصر)، وهى وحدة ذات جدارة، أسسها وعمل عليها فى معهد ناصر قبل عقود بدعم من وزير الصحة آنذاك الدكتور «عوض تاج الدين» مستشار الرئيس للصحة (حاليا).
دراسة مهمة على عينة عشوائية من (150 ألف مواطن) جرى تحليل دمائهم للكشف عن السكرى الخبيث، وكانت النتائج مقلقة ومزعجة، نحو (25 فى المائة) من جملة العينة إما مصابين بالسكرى أو مقبلين على الإصابة، والكارثة أن أغلبهم لا يعلمون يتوطن السكرى فى خلاياهم.
غيبة الأرقام والإحصائيات والنسب، تترجم للأسف جهلا طبيا بخريطة انتشار مرض السكرى على مستوى الوطن، وهنا مربط الفرس فى رسم السياسات الصحية تجاه هذا المرض الخبيث الذى يكلف الحكومة ما لا طاقة لها به فى توفير علاجات السكرى المستدامة (حبوب وإنسولين)، والشكوى مُرة من عدم توفر علاجات السكرى المستوردة والمحلية بالقدر وبالأسعار التى تلبى حاجات المرضى باستدامة وباستطاعة.
الأمل فى المبادرة الرئاسية (100 مليون صحة) التى نشطت فى تقفى حالات الإصابات بحزمة من الأمراض السارية والمزمنة، وفى مقدمتها السكرى وضغط الدم، وكلاهما من مهددات الصحة العامة للمصريين.
وعليه، وبناء على ما توفر من بيانات وإحصاءات من نواتج هذه المبادرة الرئاسية العظيمة، يمكن توفير الإجابات عن أسئلة ضرورية ترسم خريطة صحية للمجموع السكانى، خريطة غابت طويلا وحان وقت رسمها لضرورات الأمن الصحى الذى هو من أساسيات الأمن القومى فى التحليل الأخير.
من قبيل التمنى، نتمنى على الدكتور «خالد عبدالغفار»، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، تكليف فريق بحثى رفيع المستوى، لمراجعة أرقام المبادرة، وتحليل بياناتها، والوقوف على مؤشرات الحالة الصحية الجمعية، وصولا لرسم الخريطة المبتغاة.
المبادرة الرئاسية عنيت على وجه عاجل بتوفير العلاجات (المؤقتة)، ووصف العلاجات المستدامة، وهذا من حسن تصريف الأمور الطبية.
الشق الغائب أو الفريضة الغائبة هى الخريطة الصحية، وفى حال توافر هذه الخريطة التى تنبنى على معلومات صحية يقينية ومباشرة على أشمل فحص طبى وغير مسبوق لعموم المصريين، ساعتها يمكن البناء على ما تقدم من خريطة السكرى فى مصر، رسم الصناعات الطبية فى «مدينة الدواء»، كم مصنعا لأدوية السكرى نحن فى حاجة إليها، وتصنف أولوية أولى، وقدر الحاجة للاستيراد. أدوية السكرى يقينا تتقدم على استيراد الشيكولاته التى هى من مكروهات مرض السكرى!!.