حمدي رزق يكتب: لا تُؤخر تصويت اليوم إلى الغد..
تصح هذه العبارة انتخابيًا، طالما قادر على التصويت اليوم (ثانى أيام الانتخابات) لماذا تتأخر عن أداء واجبك الوطنى إلى الغد (ثالث أيام الانتخابات)؟
مهم ألا يمر اليوم الأخير دون أن تصوّت، مشوار قصير إلى لجنتك الانتخابية يفرق كتير فى مستقبل هذا الوطن.
مُسنة مصرية ترك الزمن بصماته على وجهها الطيب، تتكئ على عصاها، تقطع شارع المنيل على مهل، تسأل عن مدرسة الشهيد الطيار «محمد جمال»، حيث لجنتها الانتخابية، قبل أن أجيبها مطلبها، هرع شاب فى عمر حفيدها، واصطحبها فى طريقه مغتبطًا.
جيلان يفصل بينهما نصف قرن من الزمان، يجمع بينهما حب وطن عظيم اسمه مصر. إزاء هذه الصورة، لا تشغلك دعوات المقاطعة، وجماعة الرفض، ومن على شاكلتهم، ليسوا أوصياء على الشعب، زمن الوصاية ولّى، والمقاطعة فعل ماضى، مقاطعون إلى آخر مدى فكرة سقيمة لا تبنى جدارًا بل تهدم البناية على رؤوس ساكنيها.
لا تتخلَّ عن صوتك مثل هذه السيدة العظيمة، صوتك حقك، لا ترهن صوتك لجماعات ولا لدعوات لا تعرف مصدرها، بين ظهرانينا نفر امتهن الكيد السياسى، يرسمون أنفسهم معارضين وطنيين وهم ألد الخصام.
أن تسجل حضورًا هذا من الواجبات الوطنية، فرض عين، التخذيل وتثبيط الهمم بضاعة القاعدين فى الفضاء الإلكترونى، يسجلون حضورًا وهميًا موهومًا.. بالباطل، ويبحثون عن (لقطة) يرتسمون بها معارضين.
المعارضة الحقيقية فعل وطنى إيجابى، شارك ولو بالرفض، المعارضة عمل مُضنٍ من الأعمال السياسية الشاقة، وليس بالمقاطعة التى تفسر سلبية وقعودًا وتخذيلًا وخذلانًا.
ربنا ابتلانا بنفر من المغرضين تحسبهم معارضين، يرتدون مسوح المعارضة، وهم طابور خامس يفتن الناس عند مفترق الطرق، يمشون بين الناس بالباطل، يدلسون عليهم، ويُجهضون كل إجماع وطنى، ويخربون الحالة الوطنية، أقسموا ليصرمُنَّها مصبحين ولا يستثنون.
دعوات المقاطعة العلنية والأخطر منها الخفية، وإطلاق قنابل دخانية فى وجوه الناس، والحكى المخاتل من قبيل ما هو الريس ناجح ناجح، والنتيجة مضمونة، كلها للتعمية على أهداف معلومة وخبيثة.
وفى مقدمتهم إخوان الشيطان والتابعون، يُمنون أنفسهم المريضة بنسب تصويت ضعيفة، للاستخدام الخارجى، فى مخططهم التخريبى، وإجهاض الإجماع الوطنى حول القيادة السياسية فى توقيت العالم مصوب ناظريه إلى مصر ليقيّم تجربتها الديمقراطية وفق المعدلات التصويتية التى تؤشر على الفاعلية والإيجابية السياسية.
معلوم، الغرض مرض، وهؤلاء مرضى القلوب، عجزت المعامل الطبية عن استنباط علاج لمرضى القلوب، لا يحتملون إنجازًا ولا يفرحهم مشروعًا، ولا يسعدهم نقلة فى حياة الناس، يتمنونها خرابة تنعق فيها الغربان.
مصر فى مفرق وجودى وهم على قلبها لطالون، جاثمون على قلبها، يعدون علينا أنفاسنا، ويقبحون كل جميل، والقلب السليم يعشق كل جميل.