حمدي رزق يكنب: ميكروباص المهرجانات!!
تحبه، ترفضه، تصم أذنيك، من حقك، أذواق، ولكن من حق «حسن شاكوش» أن يغنى، ويصدح عاليًا، مطرب صوته حلو، يحظى بقبول شبابى، واجتاز اختبارات القبول في نقابة الموسيقيين، ومعه تصريح بالغناء، ولكنه أخطأ على المسرح بما يكفل عقابه رقابيًّا ونقابيًّا وشرطيًّا، بفعل فاضح على المسرح العام. وحدث ويحدث والتجربة خير معلم.
«حمو بيكا» تقدم إلى النقابة، فشل في اجتياز الاختبارات، لم يتحصّل على ترخيص، وعليه أن يجتهد ويستكمل أدواته ويتقدم مجددًا، لعله يجتاز المانع الأخير ويدخل السباق.. وهو مقتنع بذلك وبيذاكر، وسينجح، حدث مع بعض الأسماء الكبيرة، ويحدث مع بيكا الآن.
ما الذي يمنع كزبرة وحنجرة وكل راكبى ميكروباص المهرجانات من التقدم بأوراقهم إلى نقابة الموسيقيين، أليس هذا قانونيًّا وعادلًا؟، التصريح بالغناء من النقابة، ومَن يُرِد الغناء فعليه بالتصريح، بالمناسبة النقابة تعطى تصاريح، المنع رقابيًّا وشرطيًّا، شرطة المصنفات تطلب تصريحًا بالغناء قبل اعتلاء المسرح، أما «يوتيوب» فحدِّث ولا حرج.
لماذا يصر بعض المحترمين على تسييد نظرية الميكروباص مروريًّا في شارع الأغانى؟، الميكروباص يستبيح الشوارع، ولا يرعوى لإشارات، ويمشى في الممنوع، وفى المخالف، وبالعكس، ويرتكب كل الموبقات المرورية، ورغم ذلك يخضع لقانون المرور في الميادين والشوارع الرئيسية، وإن تفلّت في الحوارى الجانبية، وتحررت له مخالفات، وسُحبت الرخص، لكنه في الأخير وسيلة مواصلات ناجزة ورخيصة، وتلبى حاجات ناس كثيرة لا تقوى على أسعار «أوبر» و«كريم»، أقصد حفلات كبار النجوم.
أرجو تدقيق العنوان، اسمها نقابة الموسيقيين، ليست نقابة هانى شاكر، ولم يضع قواعد القبول الفنان هانى شاكر، وضعها الآباء المؤسِّسون، (أول نقيب كانت كوكب الشرق أم كلثوم بعد منافسة شاقة مع الموسيقار محمد عبدالوهاب عام ١٩٤٤) وتسير عليها النقابة منذ عقود، هانى شاكر ليس أول نقيب ولا آخر نقيب، ولا يستطيع تغيير قوانين النقابة على مقاس مطربى المهرجانات، فلا تسلخوا وجهه، ولا تسلقوه بألسنة حداد، بالمناسبة هانى شاكر يجيد الغناء ولا يجيد الدفاع عن قضيته، وهى مهنية قانونية بحتة لا علاقة لها بسمعة مصر ولا بالجمهورية الجديدة ولا بالعناوين الضخمة التي تحرف الميكروباص عن طريقه.
خلاصته، موضوع المنع مُبالَغ فيه تمامًا، النقيب هانى شاكر فتح الباب أمام الجميع للتقدم واجتياز الاختبارات هكذا قال وعند قوله، قبل ذلك لا يستطيع إعطاء تصاريح بالغناء، مسألة تنظيمية بحتة، ما ضَرّ هؤلاء، وما ضَرّ جمهور هؤلاء؟، مَن يوفق أوضاعه وأوراقه يطلع المسرح، ومَن يخفق يجتهد في فرصة ثانية وثالثة.
مستوجب على النقيب أن يقول أهلًا بكل موهبة، مَن يرى نفسه مطربًا، ويقدم أوراق اعتماده، ومَن يمر، دَعْه يعمل. حَكّ الأنوف، وموضوع العملة الرديئة والعملة الجيدة، وخلق حالة صراع جيلى، لا تستقيم، مَن قال إن الشباب عزف عن أصوات الحجار والحلو ومنير وعمرو دياب؟، وأصوات أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب لها مكانتها في الوجدان الشبابى، فقط النفسية في زمن الوباء محتاجة «حاجة حِرْشَة» على مائدة أطايب الغناء، مرغوب طبق مخلل، كيس شيبسى مشطشط نار.