دمي ودموعي وإبتسامتي… بقلم: عبد الهادي جاب الله
يولد الإنسان على الفطرة ، وبطبيعة الحال يكتسب صفات ، منها المألوف ومنها غير المألوف ، لتأتي اللحظة الحاسمة بين هذه وتلك والتي من خلالها يحدد هدفه، ومن ثم يسعى لتحقيقه ، ولاسيما أن هذا يخلق حالة من الحب الحقيقي قد تجعل منه إنسانًا متميزًا ، حيث تختلف نظرته للأشياء.
ولو بحثنا في شتى المجالات وفي مختلف التخصصات سنجد أن هناك أشخاص متميزين ومشهورين يُعَدَّوا على أصابع اليد ، وذلك لأنهم اعتبروا أنفسهم أمناء على ما حملوا بداخلهم من أمانة كلٌ في موقعه ، ومن بين هؤلاء وجدنا أن أشهرهم شخص يكاد يراقب في صمت كل ما يدور حوله ، ثم يعده ويقدمه ويعيد ترتيبه على الأوراق في سياق أدبي ، ومن ثم يتم عرضه ومناقشته وإيجاد حلول له، وذلك إيمانا منه بدوره البناء والفعال في المساهمة بتحسين الصور الأكثر عبثية إلى صور أقل عبثية وذلك أضعف الإيمان .
الكتابة مشروع ضخم وسلاح ذو حدين فإما سلمٌ تحت انصال حروفها وإما حرب ؛ فهى تُعبر عن نبض الأمم وآهاتها واختناقات رؤاها ، وهى مرآة حقيقية تعكس ثقافة المجتمعات والواقع الذي تحيا به .
فممتهنها لديه من خصب المدخلات ، وثراءها بحور تفيض بكلمات يسن لها حرف الكلم ووابل المعاني التي ترصد القيم وآفات السطور ، لذا يستوجب على كل من لديه القدرة على صياغة الواقع الذي ينتمي إليه
أن يكون مرهف الحس، وذا مشاعر جياشه وخيال خصب وحدقة واسعة ، كما يتعين عليه أيضا أن تكون عيونه كاميرا وأذنيه روكوردر ، ومن ثم يصبح مراقب جيد لما يدور حوله من مجريات الأحداث في مجتمعه ليس ذلك فحسب وإنما في المجتمعات الأخرى أيضا .
فالكتابة هى وسيلة ربط أساسية بين المجتمعات ، حيث يركز من خلالها الكاتب في رسالته على تقريب وجهات النظر بين الشعوب ، ودمج المجتمعات برباط من الوجدان السليم ، وعلى أن يكون السلام هو الخيار الوحيد الذي ينهي الحروب ، حروب الفكر والجهل والسلاح ، والعمل على فض المنازاعات ؛ وذلك من خلال المقالات والروايات الأدبية والنصوص المسرحية التي يترجم معظمها لأعمال مسرحية وتليفزيونية وسينمائية.
الكل يتنفس كي يتنافس من أجل إخراج ما في جوف الأرض من مشكلات حياتيه تمس الوضع الإنساني إلى النور وكلها تقريبا مشكلات ذات مضمون واحد كي يساهم بحلها كي يرقى بمجتمعه إيمانا منه بأن لا مستحيل وأن زمن الفعل نادر وثمين وعابر كالغيم الهارب.
مما لا شك فيه أن القراءة والمعرفة والإطلاع والكتابة من أهم الأدوات التي تنير الدرب، وتساعد على تخطي السائد والمتبع، ونشر ثقافة السلام .
فهنيئا لكل من ساهم في وضع لبنة في هذا المشروع العظيم من أجل توضيح وتتويج منهج إنساني بحت يعمل على نشر قواعد فكرية عميقة من أهم أهدافها ؛ الإعتراف بأن الإنسان هو مخلوق عظيم قد ميزه الله عن سائر مخلوقاته واجب إحترامه ، وأن تَقدُم الأمم مرهون به ، فلافرق بين أحد وآخر ، وأن من حق الجميع العيش على ظهر الكرة الأرضية في أمنٍ وسلام.