ذاقت مرارة اليتيم.. أخفت خبر إنجابها 17 عام.. وماتت بالسرطان.. فردوس محمد سطور من حياتها
تقرير: ثريا الصاوي
تعتبر فردوس محمد أشهر من قدمت دور الأم في تاريخ السينما المصرية و برعت بحضورها وأدائها المميز الذي جعلها نجمة لا تنسى.
عانت فردوس محمد من مرارة اليتم في سن مبكر، فتولى تربيتها صديق والدها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة المؤيد، وتلقت تعليمها بمدارس أجنبية.
تزوجت “فردوس” مرتين، انتهت الأولى بالطلاق ولم تستمر كثيراً، أما الثانية فكان لها واقعة شهيرة، رصدتها جريدة الأهرام، عام 2011، وصفتها بـ”العجيبة” وصنفتها بأنها يمكن أن تدخل تحت بند “مواقف وطرائف”.
وتبدأ القصة حين إنضمت «فردوس» إلى فرقة فوزي نجيب، التي كانت تقدم العديد من العروض المسرحية وذات مرة تلقت الفرقة دعوة للمشاركة في أحد حفلات فلسطين وتقديم عروضها هناك، ووافق «نجيب» على سفر الفرقة ووجد في ذلك أهمية كبيرة، لكن ثمة مشكلة تتعلق بممثلة لديه واجهته أثناء الإعداد للسفر.
كان القانون في هذه الفترة لا يسمح بسفر الفنانات غير المتزوجات إلى الخارج، وهو ما كان يمنع «فردوس» من السفر مع الفرقة، رغم أنها عمود رئيسي بها وكانت تقدم دور هام ضمن أحداث المسرحية، وشعرت الفرقة أنها في مأزق لأنها لا تستطع حتى إستبدال «فردوس» بأخرى، لكن فوزي نجيب وجد حلًا.
أقترح «نجيب» على «فردوس» أن تتزوج صوريًا من أحد أعضاء الفرقة حتى تتمكن من السفر، فوافقت على الفكرة وتزوجت المونولوجست والفنان محمد إدريس، الذي كان معها في العرض، وتم الزواج وسافرت الفرقة ومعها «فردوس» إلى فلسطين.
وأثناء أحد العروض، شعر «إدريس» أنه يحب «فردوس» وأنه يريد أن يتزوجها بشكل حقيقي، وفوجئت به في أحد ليالي عرض المسرحية يتقدم إليها ويطلب منها الزواج، فوافقت، وتم الزواج وأقاموا حفل زفاف مع أعضاء الفرقة، وتحولت القصة الصورية إلى حقيقية، واستمر الزواج 15 عامًا إنتهت بوفاة «إدريس».
لم تكن فردوس محمد محظوظة في موضوع الإنجاب، وتوفي 3 أبناء لها بعد ولادتهم، نصحتها إحدى صديقاتها بأنه حال إنجابها طفلًا آخر يجب أن تخفي نبأ الولادة منعًا للحسد، وتقول أن المولود توفي كالعادة، ثم تعلن تبنيها طفلًا من أحد الملاجئ.
وبالفعل أنجبت “فردوس” إبنتها سميرة، ونفذت ما نصحتها به صديقتها، لتعلن تبنيها لها بعد 3 أسابيع من إخفاء أمر ولادتها، ويصير الأمر هكذا طيلة 17 عامًا، وخلال زفاف الإبنة من مدير التصوير السينمائي، محسن نصر، إنهمرت دموعها بشدة، وأعترفت بحقيقة إبنتها، معلنة أن العروس إبنتها، وهو ما لم يصدقه الحضور وقتها، معتبرين ما أفضت به لرفع الروح المعنوية لـ”سميرة”.
توفيت الفنانة فردوس محمد عام 1961 عن عمر يناهز 55 عامًا مع معاناتها مع مرض السرطان الذي أستمر سنوات طويلة حتى فارقت الحياة.