ذكرى ميلاد أمينة السعيد.. رائدة الدفاع عن حقوق المرأة وصوتها الحر في الصحافة المصرية

كتبت / دنيا أحمد
في مثل هذا اليوم، نحتفل بذكرى ميلاد واحدة من أيقونات الصحافة والنضال النسائي في مصر، الكاتبة والناشطة الجريئة أمينة السعيد، التي لم تكن مجرد صحفية عادية، بل كانت رمزًا للفكر الحر، والقلم الجريء، والدفاع المستميت عن حقوق المرأة.
ولدت أمينة السعيد في بيئة مغلقة بصعيد مصر، لكنها سرعان ما كسرت القيود، وشاركت في الحراك النسوي منذ صغرها، لتنضم إلى الاتحاد النسائي وهي لم تتجاوز الرابعة عشرة. وكانت من أوائل الفتيات اللاتي التحقن بـ جامعة فؤاد الأول عام 1931، في وقت لم يكن المجتمع يرحب كثيرًا بتعليم الفتيات.

سطع نجمها بعد تخرجها عام 1935، حيث بدأت مسيرتها المهنية في مجلة المصور، وواصلت كتابة عمودها الشهير حتى نهاية حياتها. شجاعتها ووضوح رؤيتها جعلا منها صوتًا لا يُستهان به، خاصة في بابها الصحفي الشهير «اسألوني»، الذي أكسبها قاعدة جماهيرية واسعة واحترامًا من زملائها وقرّائها.
لم تكن أمينة السعيد فقط أول امرأة تتولى رئاسة تحرير مجلة حواء العريقة، بل كانت أول سيدة ترأس دار الهلال، أحد أكبر الصروح الصحفية في مصر والعالم العربي. وقد سخّرت موقعها لمواصلة المعركة من أجل قضايا المرأة، وخاصة في مواجهة المد الأصولي في السبعينات، حين خاضت معركة فكرية لا تقل ضراوة عن معارك التحرر الأولى.

ورغم كل الإنجازات، رحلت أمينة السعيد عام 1995 وهي تشعر بالإحباط، قائلة كلمات موجعة لا تزال تطرق الأذهان حتى اليوم:
«المرأة المصرية اليوم لم يعد لديها الشجاعة الكافية للنضال.»
في ذكرى ميلادها، نُجدد العهد على تذكّر أمينة السعيد، لا كاسم في التاريخ فقط، بل كصوت ينبغي أن يُستعاد في كل لحظة نحلم فيها بمجتمع أكثر عدلًا ومساواة.






