حوادثعاجل

«كنت ماشية لوحدي مولعة.. وكله كان بيصور».. آخر ما قالته “سما” ضحية انفجار طريق الواحات قبل وفاتها

«كنت ماشية لوحدي مولعة.. وكله كان بيصور».. آخر ما قالته “سما” ضحية انفجار طريق الواحات قبل وفاتها

سما عادل

كتبت: دنيا أحمد

«كنت ماشية لوحدي مولعة، ومفيش حد بيقرب يساعدني.. كله كان بيصور» — بهذه الكلمات المؤلمة ختمت “سما عادل أمين عبدالمحسن”، الطالبة بكلية طب الأسنان بجامعة القاهرة (قصر العيني)، وصيتها قبل أن ترحل متأثرة بجراحها البالغة، بعد قرابة أسبوعين من حادث انفجار خط الغاز بطريق الواحات، الذي وقع في 30 أبريل الماضي وأسفر عن وفاة 8 أشخاص وإصابة 17 آخرين، واحتراق 10 سيارات وموتوسيكل.

“سما”، صاحبة الـ23 عامًا، تحدثت بصوت ضعيف من داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى “أهل مصر”، حيث أدلت بشهادتها المسجلة رسميًا أمام النيابة العامة .

رحلة إلى الجحيم

في شهادتها، قالت سما إنها كانت عائدة من جامعتها، واستقلت ميكروباصًا متجهًا إلى ميدان الحصري. وعند دخلة المحور بعد مول مصر، بدأت حركة المرور تتباطأ، ثم توقف الطريق تدريجيًا.

تتابع:
«كنت راكبة في آخر الميكروباص، ولقيت عمال بيشاوروا وبيقولوا للسواق يقف، محدش كان واخد باله، وأنا قلت بصوت عالي يا جماعة في حاجة هتحصل.. بس محدش سمعني».

وفجأة، دوّى انفجار ضخم على يسارها، فاندلع الحريق والتهم المركبات والمارة. “سما” حاولت النجاة بنفسها:
«في واحدة فتحت باب العربية، وكل الناس نزلوا بيجروا وهما مولعين.. وأنا جريت بسرعة على الرمل وطفيت نفسي فيه».

“محدش ساعدني.. كله كان بيصور”

بصوت مهتز قالت:
«ماحدش ساعدني.. كله كان بيصور، وأنا ماشية لوحدي مولعة، لحد ما وصلت عند نادي وادي دجلة، وكلمت أهلي علشان ييجوا ياخدوني، وخفت عليهم ييجوا لحد مكان الحريقة».

وروت سما كيف رفضت بعض المستشفيات استقبالها في البداية، واضطرت عائلتها لنقلها بإسعاف خاص إلى مستشفى “أهل مصر”، حيث خضعت لأربع عمليات، وكان من المقرر إجراء عمليتين إضافيتين قبل أن تتدهور حالتها الصحية وتفارق الحياة يوم 14 مايو.

“أنا عايزة حقي”

خلال أقوالها، وجهت سما اتهامات صريحة لشركات ومؤسسات قالت إنها تسببت بالإهمال في الحادث المأساوي:
«أنا باتهم شركة الغاز، وشركة “المليجي” المنفذة، وجهاز مدينة 6 أكتوبر.. اللي حصل قتل بالإهمال، وأنا عايزة حقي».

كما أوضحت أن شخصًا تواصل مع والدها مدعيًا أنه من “اتحاد مقاولين أكتوبر”، وعرض تقديم تعويضات، في إشارة ضمنية إلى مسؤولية بعض الجهات عن الحادث.

مشهد صادم

“جسمي كله كان مولع وبيسيح قدامي”.. بهذه العبارة وصفت “سما” حجم المأساة التي عاشتها. وتحدثت عن حالة الذعر والفوضى بعد الانفجار، مشيرة إلى أن أغلب ركاب الميكروباص أصيبوا بحروق، وأن “كل الناس كانت بتولع”.

وأضافت أن المشهد لم يكن مجرد حريق، بل “نار كبيرة وصويت في كل مكان”، مؤكدة أن الإنفجار كان من جهة الشمال، وربما ناتج عن تسرب غاز في منطقة الحفر.

ورغم آلامها وجراحها، ختمت “سما” أقوالها بطلب واحد: “أنا عايزة حقي”.
لكن صوتها الذي وثّق فاجعة مؤلمة، تحول إلى صرخة إنسانية مدوية، تختصر المعاناة والإهمال وتطرح أسئلة لا تزال تبحث عن إجابات من الجهات المعنية.

هوامش:
• الواقعة وقعت في 30 أبريل 2025، نحو الساعة 5:30 مساءً، بطريق الواحات.
• “سما” لفظت أنفاسها الأخيرة يوم 14 مايو 2025 بمستشفى أهل مصر.
• التحقيقات مستمرة للكشف عن المتورطين في الإهمال الذي أدى إلى الكارثة.

 

تصريحات الصحفي “محمد القماش”

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى