صحتك بالدنيامقالات

زواج الأقارب.. خطر صامت يهدد الأجيال بأمراض وراثية

زواج الأقارب.. خطر صامت يهدد الأجيال بأمراض وراثية

زواج الأقارب.. خطر صامت يهدد الأجيال بأمراض وراثية
صورة ارشيفية

كتابة: دنيا أحمد

يُعد زواج الأقارب من العادات الاجتماعية الراسخة في العديد من المجتمعات، وخاصة في البلدان العربية والريفية، لما يحمله من مزايا اجتماعية واقتصادية، كالحفاظ على صلة الرحم، أو ضمان معرفة العائلة بشريك الحياة. لكن خلف هذه المظاهر الإيجابية، تكمن مخاطر طبية حقيقية قد تهدد صحة الأجيال القادمة.

ما هو زواج الأقارب؟

هو الزواج الذي يتم بين شخصين تربطهما صلة قرابة نسبية، مثل ابن العم، ابنة الخال، وهكذا. ويصنف الأطباء هذا النوع من الزواج ضمن “الزواج ذي الخطورة الوراثية المرتفعة”، خاصة إذا تم تكراره عبر أكثر من جيل داخل العائلة.

زواج الأقارب.. خطر صامت يهدد الأجيال بأمراض وراثية
صورة ارشيفية

ما علاقة زواج الأقارب بالأمراض الوراثية؟

تكمن الخطورة في أن الأقارب يتشاركون نسبة عالية من الجينات المتطابقة، وإذا كانت هذه الجينات تحمل طفرات مرضية أو صفات متنحية ضارة، فإن احتمالية اجتماعها في الأبناء تكون أكبر، وبالتالي تزداد فرص الإصابة بالأمراض الوراثية.

أبرز الأمراض الناتجة عن زواج الأقارب:

 1. أمراض الدم الوراثية

مثل الثلاسيميا والأنيميا المنجلية، وهي من أكثر الأمراض انتشارًا في المناطق التي يكثر فيها زواج الأقارب.

 2. الأمراض العصبية والذهنية

مثل التأخر العقلي والتوحد وبعض أنواع الصرع الوراثي.

 3. أمراض الجهاز الحركي

مثل الضمور العضلي وبعض الأمراض النادرة التي تؤثر على الحركة والنمو.

 4. تشوهات خلقية

وتشمل العيوب الخلقية في القلب، والجهاز العصبي، والمجاري البولية.

 5. الضعف المناعي الوراثي

مما يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض المتكررة.

زواج الأقارب.. خطر صامت يهدد الأجيال بأمراض وراثية
صورة ارشيفية

الدراسات والإحصاءات

تشير الدراسات إلى أن نسبة الأطفال المصابين بأمراض وراثية في حالات زواج الأقارب تفوق بأضعاف أولئك المولودين من زواج غير الأقارب. كما ترتفع معدلات وفيات الرضع والتشوهات الخلقية في مثل هذه الحالات.

كيف نقلل من المخاطر؟

 1. الفحص الطبي قبل الزواج:

خطوة أساسية للكشف عن الاضطرابات الوراثية المشتركة بين الزوجين.

 2. الاستشارة الوراثية:

تتيح للعائلات التي لديها تاريخ مرضي فهم احتمالات انتقال الأمراض واتخاذ قرارات مدروسة.

 3. نشر الوعي الصحي:

التثقيف المجتمعي ضرورة لتوضيح أن المسألة ليست اجتماعية فقط، بل مسؤولية صحية تجاه الأجيال القادمة.

زواج الأقارب.. خطر صامت يهدد الأجيال بأمراض وراثية
صورة ارشيفية

خلاصة القول، زواج الأقارب ليس محرمًا شرعًا، لكنه مشروط بالحذر والوعي الطبي. فالحفاظ على الروابط العائلية لا يجب أن يأتي على حساب صحة الأبناء وجودة حياتهم. بات من الضروري في زمن التطور العلمي أن نُخضع تقاليدنا لمعيار المعرفة الطبية، ونعطي العلم فرصته ليحمي أبناءنا من أمراض يمكن تجنبها بخطوات بسيطة لكنها مصيرية.

زر الذهاب إلى الأعلى