شجرة الغرقد: نبتة في الدنيا.. وشاهدة في يوم القيامة
كتبت: دنيا أحمد
تُعد شجرة الغرقد (وتُنطق أيضًا الغَردَق أو الغَرْقد) من الأشجار التي ذُكرت في الحديث النبوي الشريف، وهي ليست مجرد نبتة صحراوية، بل لها ارتباط عميق بمفاهيم إيمانية وآخروية. فما هي هذه الشجرة؟ وأين تنمو؟ ولماذا اكتسبت شهرة كبيرة في الأحاديث المتعلقة بأحداث آخر الزمان؟
ما هي شجرة الغرقد؟
شجرة الغرقد هي نوع من شجر العِضاة، وتُعرف علميًا باسم Lycium shawii، وهي شجرة شوكية تنمو غالبًا في المناطق الصحراوية، خاصة في شبه الجزيرة العربية وفلسطين وأجزاء من شمال إفريقيا.
تتميّز بأغصانها المتشابكة المليئة بالشوك، وأوراقها الصغيرة، وتُزهر أزهارًا بنفسجية اللون، وتُنتج ثمارًا صغيرة حمراء تشبه التوت.
بيئتها وانتشارها
تُعتبر شجرة الغرقد من النباتات الصحراوية المقاومة للجفاف، وتنمو غالبًا في الأودية والمناطق القاحلة، وتُستخدم أحيانًا كمصدات للرياح أو كتحصينات طبيعية بسبب كثافة أغصانها وتشابكها.
الغرقد في الحديث النبوي
الشهرة الأوسع لشجرة الغرقد جاءت من حديث ورد في صحيح مسلم، عن النبي محمد ﷺ قال:
“لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغَرْقَد، فإنه من شجر اليهود.”
ويُفهم من هذا الحديث أن شجرة الغرقد ستقف مع اليهود في آخر الزمان، ولن تخبر عنهم كما تفعل باقي الأشجار، وكأنها ستكون “شاهدًا صامتًا” في معركة كبرى بين الحق والباطل. ولهذا السبب تُلقّب أحيانًا بـ”شجرة اليهود”.
استخداماتها وفوائدها
بعيدًا عن الجانب الديني، فإن شجرة الغرقد لها استخدامات بيئية وطبية:
• ثمارها تحتوي على مضادات أكسدة، وتُستخدم في بعض الطب الشعبي.
• أوراقها وجذورها تدخل في وصفات لعلاج التهابات الجلد والجروح.
• تُستخدم أيضًا في مكافحة التصحّر وتثبيت التربة في البيئات الجافة.
الخلاصة، شجرة الغرقد ليست مجرد نبات صحراوي، بل هي شجرة ذات بعد رمزي قوي في الثقافة الإسلامية، ووجودها في الحديث النبوي يجعلها من العلامات التي تسترعي الانتباه في أحاديث آخر الزمان. وبينما تؤدي دورها البيئي في الصحراء، تظل جزءًا من مشهد أكبر، له أبعاده العقدية والتاريخية والدينية.
