في مثل هذا اليوم.. اغتيال عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم الانتقالي بالعراق

في مثل هذا اليوم، 17 مايو من عام 2004، اغتيل السياسي والمفكر العراقي عز الدين سليم، رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق، على يد عناصر من جماعة “التوحيد والجهاد” المرتبطة بتنظيم القاعدة، في حادثة هزت الأوساط السياسية العراقية والدولية آنذاك.
ولد عز الدين سليم في 23 مارس 1943 بقرية الهوير التابعة لمحافظة البصرة جنوبي العراق. تلقى تعليمه الأولي في الكتّاب، قبل أن ينتقل إلى المدارس الحكومية، ويتخرج من دار المعلمين عام 1964. عمل بالتدريس في العراق والكويت من عام 1965 وحتى عام 1980، ودرّس مواد اللغة العربية والتاريخ والاجتماعيات.

كان سليم ناشطًا إسلاميًا بارزًا، وانضم مبكرًا إلى تنظيم الدعوة الإسلامية، الذي أصبح لاحقًا أحد التيارات الإسلامية الأكثر تأثيرًا في العراق. اعتُقل مرات عدة في عهد حزب البعث، وصدر بحقه حكم بالإعدام، ما اضطره للهرب خارج البلاد والعيش بأسماء مستعارة في الكويت ثم إيران، حيث استمر في نشاطه السياسي والتنظيمي.
انضم سليم إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق منذ تأسيسه عام 1983، وتولى فيه مناصب قيادية وإعلامية مهمة لأكثر من 15 عامًا. كما شارك في مؤتمرات المعارضة العراقية بالخارج، وكان من أبرز الشخصيات التي مهدت سياسيًا لسقوط نظام صدام حسين.
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، عاد عز الدين سليم إلى العراق، وتسلّم رئاسة مجلس الحكم الانتقالي العراقي في مايو 2004 بعد تصويت الأعضاء لصالحه، لكنه لم يلبث أن قضى اغتيالًا في تفجير انتحاري أمام مقر المجلس في بغداد، لتنتهي حياته في مشهد دامٍ عبّر عن هشاشة الوضع الأمني في تلك المرحلة الانتقالية من تاريخ العراق.

أسّس سليم بعد سقوط النظام البعثي المركز الوطني للدراسات الاجتماعية والتاريخية في البصرة، وكان له العديد من المؤلفات الفكرية والسياسية، إضافة إلى دوره المحوري في توجيه الخطاب الإعلامي للمعارضة العراقية خلال سنوات المنفى.






