عاجلمقالات

المواقف تصنع الترتيب الحقيقي.. حين تعيدنا الحياة إلى مقاماتنا

المواقف تصنع الترتيب الحقيقي.. حين تعيدنا الحياة إلى مقاماتنا

المواقف تصنع الترتيب الحقيقي.. حين تعيدنا الحياة إلى مقاماتنا
أرشيفية

كتبت / دنيا أحمد

في زمن الكلمات المنمقة والوجوه المتقنعة، قد يخطئ الإنسان في تقدير من حوله، فيرفع من لا يستحق، ويؤمن بمن لا يُؤتمن. لكن الحياة لا تمضي دون غربال؛ فالمواقف هي المِرآة التي تكشف النفوس، والميزان الذي يعيد كل شخص إلى مكانه الحقيقي، بعيدًا عن الأقنعة والمظاهر.

كثيرًا ما نمنح ثقتنا أو احترامنا بناءً على الكلام أو القرب أو المظهر، لكن مع مرور الوقت، تأتي المواقف لتضع كل شخص في مكانه الطبيعي. المواقف، خصوصًا تلك المفاجئة أو الصعبة، كفيلة بأن تكشف المعادن الحقيقية للناس. فمنهم من يثبت وفاءه ونبله، ومنهم من ينهار قناعه عند أول اختبار.

المواقف تصنع الترتيب الحقيقي.. حين تعيدنا الحياة إلى مقاماتنا
أرشيفية

لا أحد يرتفع بمظهره أو بكلامه، بل بما يفعله عند الحاجة، بما يبديه من دعم، أو صبر، أو صدق، أو حتى انسحاب في الوقت الذي يجب. فالمواقف تُعيد ترتيب العلاقات، وتفرز الأصدقاء من المتملقين، والأوفياء من المتصنعين، وأصحاب المبادئ من أصحاب المصالح.

الحياة عادلة بطريقتها الخاصة، قد تتأخر في كشف الحقائق، لكنها لا تنساها. ومع كل موقف، تنكشف حقيقة جديدة، ويتغيّر ترتيب الناس من حولنا دون ضجيج. فترى من كنت تضعه في القمة يسقط من نظرك، ومن كنت لا تلقي له بالًا، يتضح لك أنه كنز نادر.

أرشيفية

دليل من الواقع:

كم من شخص ظننا أنه الصديق الأقرب، ثم خذلنا في أول محنة! وكم من شخص ظننا أنه عابر في حياتنا، فإذا به السند الصادق وقت الشدة! ليست الكلمات ولا الوعود هي التي تبني الثقة، بل المواقف.

أرشيفية

في النهاية دع المواقف تتكلم، ودعها تصنع لك خريطتك الحقيقية. لا تنخدع بالضوء الساطع في العيون، فربما الحقيقة في الظلال. وفي كل مرة تمر بتجربة، لا تندم على كشف حقيقة أحد، بل اشكر الموقف الذي أعاد ترتيب الأشخاص من حولك، ووضعهم في أماكنهم التي يستحقونها، بلا ظلم ولا مجاملة.

زر الذهاب إلى الأعلى