صلاة الغائب تقام اليوم بعد رحلة البحث عن جثمان آخر غرقى النخيل شادي
صلاة الغائب تقام اليوم بعد رحلة عناء وبحث، ومزيج من ألم الفراق والانتظار للعثور على جثمان “شادي” آخر غرقى حادث شاطئ النخيل الذي راح ضحيته 11 شخصًا، في العاشر من يوليو الماضي، لتسدل صلاة الغائب الستار على تلك المعاناة.
بعد رحلة بحث دامت 27 يوم.
بعد مرور 27 يومًا على غرق شادي عبدالله في شاطئ النخيل غرب الإسكندرية، قررت أسرة الفقيد صلاة الغائب على روح ابنها الصغير، وحددت اليوم الجمعة بعد صلاة المغرب أنه سيكون موعد الصلاة التي سوف تقام في قرية النجيلة بمركز كوم حمادة محافظة البحيرة.
والد غريق شاطئ النخيل
وقال عبدالله زغمار والد “شادي” غريق شاطئ النخيل، في تصريحات صحفية، إنه يكن كل الشكر والمحبة لأهل مصر جميعًا الذين وقفوا بجانب أسرته بالدعاء، في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها الأسرة، مطالبًا الجميع صلاة الغائب على روح ابنه المفقود اليوم.
رحلة البحث عن جثمان “شادي”
وشهدت رحلة البحث عن جثمان “شادي” الكثير من الأحداث والمشاهد الإنسانية والتطورات التي طرأت على تلك الواقعة، حيث ترصد «الدستور» أبرز المحطات في رحلة البحث عن جثمان “شادي”.
منذ اليوم الأول لحادث غرق 11 شخصًا بشاطئ النخيل، حشدت محافظة الإسكندرية، جميع قوات الإنقاذ للبحث عن الجثامين المفقودة، والتي تم العثور عليها خلال يومين، ولم يتبقى سوى جثمان «شادي»، حيث تشارك في عملية البحث عن الجثمان الأخير كل من قوات الإنقاذ النهري، وقوات البحرية المصرية، وفريق الغواصين المتطوعين « غواصين الخير» في رحلة من البحث المتواصل استمرت لـ13 يومًا، لم تسفر عن شيئًا بسبب طبيعة البحر، والأمواج المرتفعة، والتيارات المائية الشديدة التي حالت الغطس داخل مغارات الحواجز الصخرية التي تم ترجيح تواجد الجثمان بها.
العثور على جثمان مجهول
في صباح يوم الـ 22 من يوليو الماضي، وبعد تأجيل محولات البحث عن جثمان شادي، بسبب حالة البحر والرياح، قذف البحر من أمام حاجز الأمواج الثاني بشاطئ النخيل، جثمان غير مكتمل، إلى الشاطئ، لم يتعرف عليه والد شادي، حيث أمر المستشار محمود زغلول رئيس نيابة العامرية أول بالإسكندرية، استدعاء أسرة الشاب شادي لأخذ عينه الـ DNA لمعرفة إذا كانت الجثة لنجلهم أم لا والتحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة في مشرحة الإسعاف.
تعذر التعرف على البصمة الوراثية
أمر المستشار محمود زغلول، رئيس نيابة أول العامرية، في الـ 25 من يوليو الماضي بأخذ عينة ثانية من جزء الجثة المنتشلة من شاطئ النخيل، بعد أن تلقت النيابة، إخطارا من المعامل المركزية بالقاهرة يفيد تعذر التعرف على البصمة الوراثية «DNA» للجثة من خلال العينة الأولى، وبمرور عدة أيام على العينة الثانية كشف تقرير الطب الشرعي تعذر ظهور نتيجة تحليل البصمة الوراثية الـ”DNA” المأخوذة من الجثمان المُستخرج من شاطئ النخيل. وأكد التقرير أن العينة التي تم أخذها من الجثة لم تساعد على تطابقها مع نظيرتها المتخذة من والدي الغريق لفقدان أنسجة الجثة، بسبب شدة ملوحة مياه البحر، وكونها هيكل عظمي، الأمر الذي يصعب تحديد ذلك.
إضراب والدي شادي عن الطعام
بعد إعلان النيابة تعذر التعرف على البصمة الوراثية، وإثبات أن الجثمان لشادي غريق النخيل أم لا، أعلن والدي شادي الإضراب عن الطعام، حتى ظهور نتيجة تحليل الـdna، أو ظهور جثمان نجلهما، مما دفع الغواصين المتطوعين بمعاودة البحث مرة أخرى في البحر بناءً على طلب والد الفقيد.
صلاة الغائب
أعلنت أسرة شادي عبد الله غريق شاطئ النخيل، أمس الخميس، أن صلاة الغائب على الشهيد شادي ستكون اليوم الجمعة، بعد صلاة المغرب بقرية النجيلة بكوم حمادة مسقط رأس الأسرة.
وأكد رامي المنسي، ابن عمة الشهيد شادي عبدالله غريق شاطئ النخيل، وشقيق الشهيد عمرو المنسي أحد غرقى النخيل، أن الأسرة قررت صلاة الغائب اليوم الجمعة على “شادي”، مطالبًا الجهات المعنية بالأمر إخبارهم، إذا كان الجثمان الذي تم العثور عليه هو لـ”شادي” أم لا، حيث إن الأسرة متقبلة الأمر، وتتمنى أن تعرف هل هذا جثمان الفقيد أم لا، لافتًا إلا أن الصلاة في موعدها إذا لم يجد جديد.
ورحلت الأسرة عن شاطئ النخيل متوجهة إلى قريتهم بمحافظة البحيرة استعدادًا لأداء صلاة الغائب بعد 27 يومًا من الانتظار على شاطئ البحر الذي ابتلع ثلاثة من الأسرة، وأبى أن يخرج الابن الصغير.