عالم الفن

عبدالسلام النابلسي… أشهر عازب في السينما المصرية

عبدالسلام النابلسي… أشهر عازب في السينما المصرية

عبدالسلام النابلسي… أشهر عازب في السينما المصرية
عبد السلام النابلسي

تقرير: ثريا الصاوي

هو أحد صناع الضحك في تاريخ السينما المصرية، ترك وراءه بصمة فنية مميزة في مدرسة الكوميديا عُرفت معه بالسهل الممتنع ولم يستطع أحد حتى الآن أن يملأ مكانه بالرغم من أن معظم أدواره كانت ثانوية.

هو الفنان عبدالسلام النابلسي، الشامى الأصل بإحدى قرى عكار في لبنان، هو من أصول فلسطينية سورية، كان جده قاضى نابلس الأول وكذلك والده، ونشأ في عائلة متدينة، وقد رحل مع والده إلى نابلس عندما عين قاضياً هناك، وعندما بلغ العشرين أرسله والده إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف فحفظ القرآن الكريم وبرع في اللغة العربية، إضافة إلى إتقانه اللغة الفرنسية والإنجليزية.

في عام 1925، عمل النابلسي بالصحافة الفنية والأدبية في أكثر من مجلة، ومنها مجلة مصر الجديدة واللطائف المصورة والصباح.
جاءت فرصته الأولى للنابلسي في السينما على يد السيدة آسيا في فيلم “غادة الصحراء” من إخراج وداد عرفي في عام 1929 و استطاع أن يثبت موهبته الفنية.

عبدالسلام النابلسي… أشهر عازب في السينما المصرية
عبد السلام النابلسي

توالت الأعمال الفنية الناجحة للفنان الراحل عبد السلام النابلسي وشكل ثنائيات رائعة مع ابو ضحكة جنان إسماعيل يس والعندليب عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش.

جمعت السينما بين فريد الأطرش، وعبدالسلام النابلسي، وأصبحا صديقين على مر الزمان، حتى قال “النابلسي” عن “الأطرش”، هو “حتة مني”.

وفي لقاء تليفزيوني للفنان عبدالسلام النابلسي، تحدث فيه عن صديقه فريد الأطرش، قائلًا: أخلاق الملوك، فنان كبير جرى فنه في دمه وروحه وحياته، له في اللحن والغناء أسلوبه الذي لا يدانيه فيه أحد، فنه ينبع من شرقيته ومن وجدانٍ أصيل.

وتابع: “كان يعلم أن المجد وحش مفترس ولم يترك الوحش حتى روضه وامتطاه، إحساسه مرهف كالسيف ذي الحدين، كلمة منك تسعده كلمة منك تسقيه، وهو دائم يجرح نفسه ولا يجرحك، له ألف أذن يسمع بها كلاما يؤذيه وهو لو شاء لأستمع بأذن واحدة إلى ما يطربه ويرضيه”.

وروى عبدالسلام النابلسي، عن إحدى أزماته المرضية التي مر بها، ولم يجد بجواره سوى صديقه فريد الأطرش، الذي كان يمر في نفس الوقت بأزمة مالية، ” لقيت فريد الأطرش جنبي، مكنش معاه أجرة بيته، ومسبش سريري لحظة واحدة، وراح استلف مش عشان يدفع أجرة بيته، عشان يدفع أجرة المستشفى اللي قعدت فيها 40 يوم”.

في لقاء تليفزيوني نادر لـ جورجيت سبات أرملة الفنان عبدالسلام النابلسي روت أنه لُقب بأشهر عازب في الوسط الفني، كما أن كنت أصغره بـ 50 عاما، وكنت واحدة من معجباته، روت أنهما تقابلا، وبعدها حصل الانجذاب، وحينما طلب أن يتزوجها وهي فرصة رأى أنها لا تعوض، كان هناك اعتراض من أهلها ولكنها أصرت على الذهاب معه والزواج به، وتحول من رافض للزواج إلى زوج مثالي، و رفضت الزواج بعده.

و قالت جورجيت أن زوجها عانى من أزمة مع مصلحة الضرائب المصرية في أيامه الأخيرة، ولم يكن باستطاعته العودة إلى مصر، وهي الأزمة التي أخفاها على صديق عمره عبدالحليم حافظ ولم يخبره بها.

وتسببت الأزمة في تهديده بالسجن ومقاضاته حال عودته إلى مصر، خاصة أنه كان على حافة الإفلاس، وهو ما جعله يلتزم خلال تلك الفترة بالتواجد في لبنان.

عبدالسلام النابلسي… أشهر عازب في السينما المصرية
عبد السلام النابلسي

وتابعت: لم تتوقف الأزمات عند هذا الحد، بل إن جنازة الراحل تكفل بها صديقه فريد الأطرش، وهو ما تضاربت الأقاويل بشأنه، وقال البعض إن النابلسي لم يكن يمتلك أموالا من أجل الجنازة، إلا أن زوجته أكدت أن هذا التفسير لم يكن صحيحا، مشيرة إلى أن النابلسي ترك لهم أموالا، ولكنها هي لم تكن تمتلك حسابا بنكيا، وبالتالي لم تكن وقتها تستطيع التصرف في الأموال، لذلك قام فريد الأطرش بتحمل تكاليف الجنازة، ورفض بعد ذلك الحصول على الأموال التي دفعها.

و ما يخص الوفاة فأوضحت جورجيت أنه كان يصور فيلما في تونس بصحبة فريد شوقي وصباح، وكان متعبا للغاية، وبعد عودته لم تمر 15 يوما وحدثت الوفاة.

في ليلة الوفاة كان الراحل متواجدا في منزله بصحبة عدد من الأصدقاء، من بينهم نيازي مصطفى وفريد شوقي وهدى سلطان فشعر بتعب شديد، وحينما حضرت سيارة الإسعاف توفي في طريقه إلى المستشفى وهو ممسك بيدي.

زر الذهاب إلى الأعلى