في ذكرى وفاتها.. “مديحة يسري” سمراء النيل التي جمعت بين الجمال والموهبة

كتبت: دنيا أحمد

تحل اليوم، 30 مايو، الذكرى السنوية لوفاة الفنانة الكبيرة مديحة يسري، إحدى نجمات الزمن الجميل في السينما المصرية، والتي رحلت عن عالمنا عام 2018 بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من ستة عقود.

ولدت مديحة يسري في 3 ديسمبر 1918 بالقاهرة، واكتشفها المخرج محمد كريم، ليكون أول ظهور لها أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم ممنوع الحب عام 1940. وسرعان ما سطع نجمها لتُصبح واحدة من أبرز نجمات الشاشة، حتى وُصفت بأنها من بين أجمل عشر نساء في العالم في الأربعينات.

حصلت على انطلاقتها الحقيقية عندما شاهدها الفنان الكبير يوسف وهبي، ليقدمها في ثلاثة من أبرز أعماله: ابن الحداد، فنان عظيم، وأولادي. وقدمت خلال مسيرتها أدوارًا جمعت بين الرومانسية والكوميديا والدراما، فتميزت بقدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات ببراعة.

مديحة يسري كانت شاهدة على عصور ذهبية للفن، وشاركت في أعمال مع كبار مطربي وممثلي مصر مثل محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، محمد فوزي، وعبد الحليم حافظ، وهي وفاتن حمامة الوحيدتان اللتان جمعتا بين هؤلاء الأربعة في مسيرتهما.

مرت حياتها الشخصية بمحطات مؤثرة، فقد تزوجت أربع مرات، من بينهم النجم محمد فوزي، الذي أنجبت منه ابنها الوحيد عمرو، الذي توفي لاحقًا في حادث أليم، وكان لفقده أثر بالغ في حياتها.

قررت الاعتزال في عام 2012، وكان آخر ظهور فني لها في مسلسل قلبي يناديك عام 2004. عانت في سنواتها الأخيرة من أمراض الشيخوخة، حتى رحلت في مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة عن عمر ناهز 99 عامًا.

مديحة يسري، أو سمراء النيل كما أطلق عليها جمهورها، تظل رمزًا من رموز الفن المصري الأصيل، وسيرة فنية وإنسانية لا تُنسى.