جدل واسع في مصر بعد زفاف شاب مصاب بمتلازمة داون.. ودار الإفتاء والمجلس القومي يوضحان الموقف الشرعي والقانوني

أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر يظهر زفاف شاب مصاب بمتلازمة داون حالة من الجدل بين النشطاء، بعد أن ظهرت العروس وهي تبكي خلال مراسم الزواج، ما دفع البعض للتشكيك في دوافع هذا الزواج وملابساته.
وانقسمت آراء المتابعين حول الفيديو، إذ عبّر البعض عن استيائهم من الواقعة، معتبرين أن الزواج يتطلب قدرًا كافيًا من الإدراك وتحمل المسؤولية، وتساءل البعض عن مدى أهلية المصاب بمتلازمة داون للزواج، إضافة إلى المخاوف المتعلقة بإمكانية إنجاب أطفال مصابين بنفس الحالة.
دار الإفتاء المصرية ترد
في سياق الجدل، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى توضح فيها أن من حق المصاب بإعاقة عقلية، بما في ذلك متلازمة داون، أن يتزوج طالما توافرت أركان الزواج، وكانت مصلحته مرعية ومحاطة بالرعاية. وأشارت إلى أن الزواج ليس فقط للإنجاب، بل يشمل المودة والرحمة والسكن، موضحة أن مسألة الإنجاب من عدمه تخضع لتقييم الأطباء في كل حالة.

وشددت الدار على أن القائم على رعاية المعاق يجب أن يحرص على تحقيق مصلحته، وإذا كانت المصلحة في زواجه، فعليه المبادرة بذلك، محذّرة من التأخير غير المبرر الذي قد يلحق الضرر به.
تعليق المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة
من جانبه، قال حسام الدين الأمير، المستشار الإعلامي للمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، إن المجلس يتابع الواقعة ويقوم بدراستها من الناحيتين الطبية والقانونية، مشيرًا إلى أن الحكم النهائي بشأن صلاحية هذا الزواج يتوقف على نتائج التقارير الطبية.
رأي صندوق المأذونين الشرعيين
وفي ذات السياق، صرح إبراهيم سليم، رئيس مجلس إدارة صندوق المأذونين الشرعيين، أن الزواج من الناحية الشرعية والقانونية مباح وجائز، حتى للمصابين بمتلازمة داون، شريطة توفر الشهادات الطبية المطلوبة التي تحدد مدى الأهلية العقلية والصحية للزواج.
وأضاف أنه في حال ثبوت إجبار الفتاة على الزواج، فلها الحق في فسخ العقد أو طلب الطلاق للضرر، موضحًا أن بعض الفتيات قد يخترن طواعية الزواج من شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بدافع الرعاية والدعم الإنساني.
ويستمر الجدل حول الواقعة على مواقع التواصل، وسط مطالبات بضرورة التحقق من ملابسات الزواج واحترام كرامة وحقوق أصحاب الإعاقات مع الالتزام بالقانون والمعايير الطبية والإنسانية.






