عاجلعالم الفن

عادل أدهم.. الوجه القاسي والروح الموجوعة

عادل أدهم.. الوجه القاسي والروح الموجوعة

عادل أدهم.. الوجه القاسي والروح الموجوعة
عادل أدهم

كتبت / دنيا أحمد 

عُرف الفنان عادل أدهم بلقب “برنس السينما المصرية”، وأبدع في أداء أدوار الشر والمكر بأسلوب خاص جعله واحدًا من أعظم ممثلي جيله. لكن خلف هذا الوجه الحاد والصوت الجهوري، كانت هناك حياة مليئة بالألم والخذلان، تشبه في بعض جوانبها أدواره المأساوية.

وُلد عادل أدهم في الإسكندرية عام 1928، وكان حلمه الأول أن يصبح راقص باليه محترفًا، لكن هذا الحلم اصطدم بمعارضة المجتمع ونظرته للفن في ذلك الوقت، مما اضطره إلى الاتجاه للرياضة، فاحترف الجمباز والسباحة والملاكمة. لاحقًا، قرر دخول عالم التمثيل، لكن أولى تجاربه في الأربعينيات كانت فاشلة، ما جعله يبتعد لفترة عن الفن.

عادل أدهم

عاد بقوة في الستينيات، لكن في أدوار الشر تحديدًا، ليصبح مع مرور الوقت نجمًا من طراز خاص. ورغم الشهرة والنجاح، ظل عادل أدهم يعيش صراعًا داخليًا صامتًا.

الجانب المأساوي الأبرز في حياته تمثل في علاقته بابنه الوحيد. فقد تزوج مرة واحدة من سيدة يونانية، وأنجب منها طفلًا. وبعد الانفصال، سافرت الزوجة إلى اليونان وأخذت معها ابنه. كبر الطفل وهو لا يعرف الكثير عن والده، وعندما التقى به بعد سنوات، لم يعترف به، وقال له: “أنت بالنسبة لي مجرد شخص قابلته في الشارع”. هذه الكلمات كانت كفيلة بكسر قلب عادل أدهم، الذي لم ينس هذه اللحظة حتى وفاته.

عادل أدهم

في أيامه الأخيرة، عانى من مرض السرطان، لكنه لم يُظهر ضعفه، وظل يبتسم حتى النهاية، يخبئ أوجاعه خلف كبرياء الفنان والممثل الذي عاش دائمًا خلف الأقنعة.

عادل أدهم

رغم ملامحه الحادة وأدواره القاسية، كان عادل أدهم إنسانًا رقيقًا، عاش مأساة إنسانية حقيقية لا يعرفها كثيرون. مات كما عاش… صامتًا، أنيقًا، يحمل في قلبه جراحًا لم تندمل.

زر الذهاب إلى الأعلى