عالم المرأة

الأم في زمن السوشيال ميديا.. تربية وسط العواصف الرقمية

الأم في زمن السوشيال ميديا.. تربية وسط العواصف الرقمية

الأم في زمن السوشيال ميديا.. تربية وسط العواصف الرقمية
صورة ارشيفية

كتبت / دنيا أحمد

في زمنٍ اجتاحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي كل بيت، لم تعد تربية الأولاد مهمة يسيرة، بل باتت تحديًا كبيرًا أمام كل أم تسعى لغرس القيم، وحماية أبنائها من التيه في عالمٍ رقمي يعجّ بالفتن والانحرافات.

الأم في زمن السوشيال ميديا.. تربية وسط العواصف الرقمية
صورة ارشيفية

إن الأم، التي كانت بالأمس تربي أبناءها على ما تراه وتسمعه وتعلمه من محيطها، أصبحت اليوم تواجه مؤثرات عالمية تخترق البيوت دون استئذان، عبر شاشات الهواتف والأجهزة الذكية. ومهما حاولت إبعادهم عنها، فإنهم سيصلون إليها، فالسوشيال ميديا باتت جزءًا من الواقع الذي لا يمكن تجاهله.

الأم في زمن السوشيال ميديا.. تربية وسط العواصف الرقمية
صورة ارشيفية

أين تبدأ مسؤولية الأم؟

تبدأ من الوعي. فالأم الواعية لا تكتفي بالمنع، بل تسعى للفهم. تفهم كيف يفكر أولادها، وما الذي يجذبهم في هذه المنصات، وما المخاطر الحقيقية التي قد يتعرضون لها: من الانحرافات الفكرية والسلوكية، إلى المقارنات السلبية، والعزلة، والتنمر الإلكتروني.

خطوات عملية للأم في تربية أبنائها في ظل السوشيال ميديا:

 1. الحوار بدل الحظر: بناء جسور من الثقة والحوار مع الأبناء أهم من مجرد فرض القيود. فالحظر دون فهم يدفعهم للبحث بطرق ملتوية، أما الحوار فيفتح قلوبهم ويجعلهم أكثر استعدادًا للاستماع.

 2. التربية بالقدوة: لا يمكن أن تطلب الأم من أولادها تقليل استخدام الهاتف وهي لا تتركه من يدها. القدوة الصامتة أقوى من آلاف الكلمات.

 3. المراقبة الذكية: المتابعة لا تعني التسلط، بل تعني الاطمئنان. برامج الرقابة الأبوية مفيدة، لكن لا تغني عن التربية القيمية التي تجعل الابن يختار الصواب من تلقاء نفسه.

الأم في زمن السوشيال ميديا.. تربية وسط العواصف الرقمية
صورة ارشيفية

 4. زرع القيم بدل الأوامر: بدل أن تقول الأم “لا تتابع هذا”، يمكن أن تزرع فيهم قيمة الحياء، ومراقبة الله، وقيمة الوقت، ليصبحوا قادرين على اتخاذ قراراتهم بإرادتهم.

 5. تنمية البدائل: الأم الناجحة توفر لأبنائها بدائل مشوقة: هوايات، أنشطة، قراءة، مشاركة أسرية، حتى لا تكون السوشيال ميديا هي المتنفس الوحيد.

الأم في زمن السوشيال ميديا.. تربية وسط العواصف الرقمية
صورة ارشيفية

فـ الأم في هذا العصر لا تملك رفاهية الغفلة. هي صمام الأمان في قلب العاصفة الرقمية. وإذا كانت الفتن محيطة من كل جانب، فإن التربية الواعية، والحب الحقيقي، والربط بالله، تبقى المنارة التي تهدي الأبناء إلى برّ الأمان.

زر الذهاب إلى الأعلى