عداد “الفولورز” .. بقلم: إنجي الحسيني
الفنان الذكي هو الذي يمتلك القدرة على مخاطبة جمهوره بشكل صحيح؛ وهذا ما فعلته الفنانة “كندة علوش” والتي قالت في تصريح لها فيما معناه أن: (الناس تعبانة وعلى الفنان أنه يقلل من مظاهر الترف على السوشيال ميديا مراعاة لمشاعر الناس).. تصريح ذكي من إنسانة ذكية، غير منفصلة عن المجتمع التي تعيش فيه.
بينما خرجت الفنانة لقاء الخميسي في فيديو لايف تخاطب الجماهير العريضة : ( احنا عندنا متاعب زيكم وبيبقى علينا مصاريف وأقساط و جايين علشان نسعدكم ونقدم لكم محتوى يبسطكم.. حبونا شوية .. احنا بنيجي على نفسنا علشانكم) ومن قبلها تصريحات الفنان شريف منير وغيرهم من الفنانين الذين يتحدثون عن مشقة مهنة الفن.
الحديث عن المشقة من قبل بعض الفنانين أصحاب الدخول العالية والحياة المترفة يقابلها سخرية واستهان من المشاهد أو المواطن الذي يعاني ولا يجد عائد مادي مجزي.
الفنان وحده هو المسوؤل عن ذلك التفاعل السلبي الذي يلقاه من الجماهير نتيجة عرضه لجميع تفاصيل حياته على صفحات التواصل الاجتماعي وخاصة ” الانستجرام” وهو ما قابلته الفنانة لقاء الخميسي من رد فعل وتعليقات لا تدل على تفهمهم بكتابة عبارة مكررة وهي ” مفيش داعي تيجي على نفسك ”
يجب على الفنان في ضوء ما يلاقيه من تعليقات سلبية، أن يغلق صفحات التواصل الاجتماعي على الشريحة التي ينتمي إليها، فمهنة الفن .. مهنة فيها متعة وشهرة ومادة وحياة مترفة في مقابل مهن أخرى لا يجني أصحابها نفس العائد .. وهو ما يثير أحقاد المفاعلين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الوطن.
(عداد الفولورز) له ثمن، فأنت لا تستطيع أن تفرض ميزان قيم على جميع المتفاعلين لاختلاف بيئاتهم و درجة دينهم ومستوى ثقافتهم وتفاوت مستواهم الطبقي.
وهذا ما قالته الفنانة الذكية ( كندة علوش) بتقليل مظاهر الترف على السوشيال ميديا، والاهتمام بالأخبار الفنية أكثر من الأخبار الشخصية ورحلات وأزياء وسهرات الفنانين يندرج تحت بند (ذكاء الفنان)، فهي لم تقل (لا تفعل) ، ولكنها عنيت بكلامها (لا تعرض ما تفعله واستمتع كما تشاء).. فإذا رغبت كفنان في تشغيل (عداد الفولورز) فتحمل الناس باختلاف نفوسهم و عقلياتهم.