عزومة مركبية” الراجل مايعيبوش إلا أخلاقه”.. بقلم: أحمد الدخاخني
في بادئ الأمر عندما انتشرت أقاويل عبر وسائل التواصل الإجتماعي من بوستات تويتات تقول” الراجل مايعيبوش غير أخلاقه ودينه.. إنما جيبه ده للناس الجعانة”, قلت هذا صحيح وكنت أشيد بهذا الكلام, لأن الإنسان الذي يستحق المعاشرة والإخوة والمحبة هو الذي يتمتع بالخلق الحسن والالتزام بدين الله بأوامره ونواهيه, وكنت أظن الرجل قيمته بهذه الصفات وليس المال والنفوذ.
ولكن حينما أعود من العالم الافتراضي إلى الواقع الحقيقي أرى أن الذي يستطيع أن يتزوج وأن يأكل ويشرب ويحقق أهدافه ويدير بيته ويذهب للعلاج هو فقط من يمتلك الأموال, أنا لن أقول أن الخلق والدين ليس مهماً -حاشا لله- لأن يوم الحساب هو يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم, ولكني أتحدث عن الدنيا التي هي معاشنا الآن, فمن خلال ما رأيته من مواقف أمام عيني أثرت في تركيبي أنه لا فرق بين المال والأخلاق, وخاصة لمن يريد أن يعيش بكرامته ودون أن يحتاج للبشر, أن يعيش مع زوجته غنياً عنها لا يسمع منها كلاماً تهين رجولته مثل ” مشفتش منك خير لا عمرك فسحتني ولا جبتلي دهب وعايش على قفايا”, يصعب على رجل يتمتع بالأخلاق أن يسمع من حبيبته هذا الكلام الذي هو كسكين حاد يؤدي للموت قهراً, ونفس هذه الزوجة تنشر مقولة عبر حسابها على فيسبوك ” الراجل ما يعبوش غير قلة أصله وضعف دينه وقسوة قلبه.. جيبه ده للناس الجعانة”!..
ولذلك أصبحتُ أرى أن أخلاق الرجل في حياته الزوجية ما هي إلا “عزومة مركبية”, ويبدو أنه قد مضى زمن الأخلاق ولا سعادة زوجية إلا بالمال, ولا دفع فواتير ودخول الخير للبيت سوى بالمال, لا يتم التخلص من الديون التي تقهر الرجال سوى المال, فهو سر راحة الزوجة, وسر أن ترى ما لم تراها مع أهلها.
وكنت أتساءل حين أقرأ الآية الكريمة في قوله تعالى في سورة النساء “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ”, كيف للرجل أن يكون قواماً من دون المال؟!, ولذلك في رأيي أن الرجل لا يعيبه سوى “جيبه” وبدونها لن يصبح قواماً في زمن عزل فيه الأصول, وإن كنت مخطئاً فيما أقول فعلى النساء أن تثبت العكس في تصرفاتها تجاه زوجها الفقير, وأن تتوقف عن مقارنة ماله بمالها, ولنرى كيف ستعاشر زوجها المحترم دون المال إن أرادت أن تأكل وتشرب وترتدي ولا تفكر في الغد مع الظروف المعيشية التي تقهر أغلب البيوت إن لم تكن جميعها.. والسلام ختام.