عاجلعالم الفن

“إشاعة حب”.. مغامرة فنية حوّلت التراجيديا إلى أيقونة كوميدية خالدة

“إشاعة حب”.. مغامرة فنية حوّلت التراجيديا إلى أيقونة كوميدية خالدة

“إشاعة حب”.. مغامرة فنية حوّلت التراجيديا إلى أيقونة كوميدية خالدة
سعاد حسني

كتبت / دنيا أحمد

رغم أن فيلم “إشاعة حب” يُعد اليوم واحدًا من علامات الكوميديا الكلاسيكية في السينما المصرية، فإن ما لا يعرفه كثيرون هو أن وراء هذا النجاح الكبير مغامرة جريئة خاضها المخرج فطين عبد الوهاب، بدأت من فكرة مستوحاة من المسرح الأمريكي، وانتهت بصناعة عمل خالد جمع بين التراجيديا والكوميديا بخفة وذكاء.

الفيلم في الأصل مقتبس عن مسرحية أمريكية بعنوان “حديث المدينة” (Kind Sir)، قرر فطين عبد الوهاب تحويلها إلى فيلم مصري بروح محلية، مليئة بالمواقف الطريفة التي تلامس المجتمع في تلك الحقبة. وكان الاختيار الأول لدور “حسين” هو الفنان الكوميدي الكبير إسماعيل ياسين، إلا أن انشغاله في عام 1958 بعدة أعمال حال دون مشاركته.

“إشاعة حب”.. مغامرة فنية حوّلت التراجيديا إلى أيقونة كوميدية خالدة
عمر الشريف

في تلك اللحظة، اتخذ فطين قرارًا جريئًا، بتغيير النمط المعتاد من خلال إسناد الأدوار الكوميدية لفنانين معروفين بأدوارهم التراجيدية، فوقع اختياره على النجم عمر الشريف لتجسيد شخصية حسين، وهي خطوة لم تكن مألوفة وقتها، خاصة أن الشريف كان معروفًا بأدواره الرومانسية والدرامية. ورغم تردد عمر الشريف في البداية، فإن عدة محادثات مع المخرج أقنعته بخوض التجربة.

لكن التحدي الأكبر تمثل في محاولة إقناع يوسف بك وهبي، عميد المسرح العربي، بتقديم دور كوميدي بحت هو شخصية “عبد القادر النشّاشي”، وهو الدور الذي أصبح لاحقًا من أشهر شخصياته السينمائية. رفض يوسف وهبي بشدة في البداية، وطرح أسماء عدد من الكوميديانات للقيام بالدور بدلاً منه، إلا أن فطين أصرّ على رأيه، وأقنعه بعد محاولات طويلة.

“إشاعة حب”.. مغامرة فنية حوّلت التراجيديا إلى أيقونة كوميدية خالدة
عادل هيكل

جاء الأداء المدهش ليوسف وهبي ليثبت أن الرهان كان في محلّه، إذ أضفى على الشخصية مزيجًا نادرًا من الوقار والفكاهة، وقدّم أداءً لا يزال محفورًا في ذاكرة المشاهدين حتى اليوم. لم يكن من السهل تحويل شخصية درامية عريقة إلى كوميديان محبوب، لكن وهبي فعلها بسلاسة واحتراف، وأضاف بُعدًا فنيًا خاصًا للفيلم.

“إشاعة حب”، الذي شاركت فيه أيضًا سعاد حسني ويوسف فخر الدين وهند رستم، أصبح من أشهر أفلام الستينيات، واستمر تأثيره على مدار الأجيال، كعمل أثبت أن الجرأة في الاختيار، عندما تقترن بالبصيرة الفنية، يمكن أن تخلق تحفًا خالدة.

أشاعة حب

ربما كان فيلم “إشاعة حب” مغامرة فنية في بدايته، لكنه تحول إلى درس في أهمية كسر القوالب التقليدية وإعادة اكتشاف الممثلين من زوايا مختلفة. تحية لكل من آمن بهذه المغامرة، وصنع لنا واحدًا من أجمل أفلام الكوميديا الراقية في تاريخ السينما العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى