عيد ميلاد الايقونة التي لن يجود الزمان بمثلها “عبلة كامل”
كتبت / روز توفيق انور
لم تكن بالجمال الصارخ الذي يجعلها من نجمات الصف الأول أو من ذوات الطلات اللافتة للنظر، ولكنها اتخذت أسلوبا آخر تقتحم به عالم الفن وهو أسلوب التلقائية والبساطة، حتى أسرت قلوب الجمهور، فهي لم تهو الظهور في وسائل الإعلام، لإجراء الحوارات والإدلاء بالتصريحات الخاصة، فهي إنسانة تعشق العزلة وتكتم أخبارها، تعيش هي وأسرتها بعيدا عن ضجيج الإعلام وصخبه
اليوم 17 سبتمبر ذكرى مولد عبلة كامل، رغم سنوات عمرها الطويلة 60 عاما إلا أن علاقتها بالصحفيين لم تتغير، بل على العكس، ابتعدت عن التواصل معهم ، وفي المقابل، زاد التشابه بينها وبين النساء العاديات، سواء في شكل أو مضمون الأدوار التي تؤديها على شاشات السينما والتليفزيون، وقد كان هذا سر تميزها الذي منحها مكانة كبيرة في قلوب المشاهدين، منذ أدوارها الأولى وحتى اليوم.
تميزت عبلة كامل في كل دور قدمته واستطاعت أن تلعب كل الأنماط والشخصيات فقدمت الأم والأخت قدمت الكوميديا والترجيديا قدمت فتاة الليل بشكل مختلف وأستطاعت أن تخطف الأنظار لها منذ أول ظهور.
فرضت عبلة مجموعة من الالتزامات “الأخلاقية” على تجربتها التمثيلية، دون أن تظلم موهبتها أو تخلّ بقواعد الفن الذي تحترمه وتحبه.
يبدو أن هذا هو العهد الذي قطعته على نفسها أمام عائلتها المحافظة ذات الأصول الريفية، التي عارضت بشدة أن تكون ابنتها ممثلة، وقد نال ذلك إعجاب قطاع كبير من الجمهور، تأثر بموجة التزمّت التي سادت في ثمانينيات القرن الماضي. وتوطدت علاقتها مع جمهورها، وتحولت إلى محبة خالصة، بعد العديد من الأعمال المميزة التي يصعب حصرها، لذا سنركز على رحلتها السينمائية التي يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل، وكأنها تعكس المسار الطبيعي الذي تسلكه غالبية النساء العربيات، من الشباب إلى الشيخوخة.
كان آخر أعمال عبلة كامل مسلسل سلسال الدم عام 2013
حلم الأوسكار :
إذا بحثت عن لقاء لعبلة كامل لن تجد إلا حوارها مع الإعلامي عمرو أديب، وحوار قديم لها مع الإعلامية سلمى الشماع في بداياتها، عندما وجهت لها الإعلامية الشهيرة سؤالا عن حلمها لتجيب ببساطة أن حلم أي فنان هو الأوسكار، وعبلة كامل بالنسبة لجمهورها هي أكثر فنانة تستحق الأوسكار بأدائها المميز في كل أعمالها والتزامها سواء في حياتها المهنية أو الخاصة.