إبراهيم عليه السلام.. الباحث عن الله في زمن الأصنام

كتبت / دنيا أحمد
ولد إبراهيم عليه السلام في بيئة تملؤها الأصنام، وكان الناس يسجدون لما يصنعون بأيديهم. حتى أبوه كان يصنع التماثيل ويعبدها! لكن قلب إبراهيم لم يطمئن لهذه الخرافة.
منذ صغره، بدأ يسأل الأسئلة الكبيرة:
“لِمَ نعبد حجرًا لا يسمع ولا يبصر؟ من خلقني؟ من يدبّر هذا الكون؟”
رحلة العقل والفطرة
نظر إلى الكوكب، فقال:
“هَٰذَا رَبِّي”، فلما أفل قال: لا.
ثم نظر إلى القمر، ثم إلى الشمس، وفي كل مرة يقول:
“لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ” [الأنعام: 76–78]

لم يكن يبحث عن نجم أو شمس، بل عن إله لا يغيب، لا يأفل، لا يموت.
حتى هداه الله إلى الحق، فقال:
“إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ” [الأنعام: 79]

المواجهة مع قومه
لم يسكت إبراهيم. دعا قومه وأباه بالحكمة، فلما أصروا على الشرك، كسر الأصنام وترك الفأس على أكبرها، وقال لهم:
“فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ” [الأنبياء: 63]

لكنهم لم يملكوا حجة، فغضبوا وأشعلوا نارًا عظيمة ليلقوه فيها!
المعجزة: النار بردًا وسلامًا
ظنوا أنهم انتصروا عليه، لكن الله قال للنار:
“يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ” [الأنبياء: 69]
فنجا إبراهيم، وخرج من النار دون أن يُمسّ بسوء. لقد نصره الله، كما ينصر دائمًا من صدق معه.
إيمانه حين أُمر بذبح ابنه
بعد سنوات من الدعوة، ابتُلي إبراهيم بأعظم اختبار:
رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل. فلم يتردد، ولم يتراجع.
قال لابنه:
“يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ”
فقال الابن:
“يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ” [الصافات: 102]
وما إن همّ بالذبح، حتى فداه الله بكبش عظيم.
إمام المؤمنين إلى قيام الساعة
قال الله عنه:
“إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا” [البقرة: 124]
فصار إبراهيم أبًا للأنبياء، وقدوة للمؤمنين، ورمزًا للتوحيد واليقين.
وقفة تأمل:
• إبراهيم لم يرَ الله بعينه، لكنه رآه ببصيرته.
• ثبُت حين خاف الناس، وصدق حين شكّ الناس.
• علّمنا أن العقل والفطرة إذا صَفا القلب، يهديان إلى الله.
هل مررت بلحظة فتشت فيها عن الحق وسط أفكار متضاربة؟
اكتب لنا في التعليقات:
ما الدرس الذي ألهمك من قصة إبراهيم؟
ولا تنس مشاركة القصة، فربما تُوقظ قلبًا يبحث عن نور اليقين.






