عاجلعالم الفن

حسن حسين.. الطبيب الذي داوى القلوب بالكوميديا ورحل في هدوء

حسن حسين.. الطبيب الذي داوى القلوب بالكوميديا ورحل في هدوء

حسن حسين.. الطبيب الذي داوى القلوب بالكوميديا ورحل في هدوء
الفنان حسن حسين

كتبت / مايسة عبد الحميد 

في مثل هذا اليوم، الخامس من أغسطس، نودّع بقلوب يملؤها التقدير والحنين ذكرى الفنان القدير حسن حسين، الذي غاب عن عالمنا عام 2005 عن عمر ناهز 69 عامًا، بعدما ترك بصمة لا تُنسى في قلوب جمهوره وأرشيف الفن المصري.

ولد حسن حسين في القاهرة يوم 9 نوفمبر عام 1935، وبالرغم من تخرجه في كلية الطب البيطري عام 1959، واشتغاله فعليًا في هيئة الطب البيطري، إلا أن شغفه بالفن كان أقوى من المهنة، فاقتحم عالم التمثيل دون تخطيط مسبق، ليصبح من أبرز الوجوه المألوفة على الشاشة رغم بقائه دومًا في الصفوف الثانية.

لم يكن بحاجة لدور البطولة ليحفر اسمه في ذاكرة الفن، فقد تميّز بخفة ظله الطبيعية وقدرته على أداء الأدوار الكوميدية والتراجيدية باحترافية فطرية، وشارك عمالقة الشاشة مثل شادية، صلاح ذو الفقار، وأحمد زكي، ونجح في خلق حضور محبب للجمهور بأدواره المتنوعة، خاصة بأعمال درامية تميزت بالعمق والبساطة معًا.

انطلقت شهرته الجماهيرية الواسعة من خلال مسرحية “هاللو شلبي”، والتي تُعد من أبرز كلاسيكيات المسرح المصري، حيث شارك فيها إلى جانب عمالقة مثل عبد المنعم مدبولي، وسعيد صالح، ومحمد صبحي في بداياتهم. حضوره الطفولي وخفة ظله جعلا منه وجهًا محببًا سرعان ما أصبح ضيفًا دائمًا في الأعمال الكوميدية المتميزة.

أعمال فنية تركت بصمة لا تُمحى

في الدراما:
شارك في أعمال درامية شهيرة من أبرزها:
“زيزينيا – الجزء الثاني”، “أوراق مصرية”، “ساكن قصادي”، “العمة نور”، “شارع المواردي”، “البراري والحامول”، “حمزة وبناته الخمسة”، “يوميات ونيس”، و”اللي فات سات”.

وفي السينما:
كان له حضور لافت في أفلام مثل:
“كابوريا”، “العيال هربت”، “السيد كاف”، “امرأة فوق القمة”، “استاكوزا”، “الكلام في الممنوع”، و”كلام الليل”.

في 5 أغسطس عام 2005، فُجع الوسط الفني بخبر رحيله إثر أزمة قلبية مفاجئة. برحيله، خسر الفن واحدًا من أكثر الممثلين التزامًا وتفانيًا في تقديم أدوار تُشبه الناس وتشبه نبض الشارع المصري. لم يكن نجم شباك، لكنه كان نجم قلوب، يملأ المشهد بحضوره دون ضجيج.

حسن حسين.. مثال حي للفنان الذي لم يطلب النجومية، بل تركها تأتي إليه، فخلدته أدواره في ذاكرة المشاهد المصري والعربي، وظلت ابتسامته حاضرة في كل بيت.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى