في ذكرى رحيله “أنور وجدي”.. ساحر السينما وصانع نجومها

كتبت / دنيا أحمد
في مثل هذا اليوم، الرابع عشر من مايو، تحل ذكرى وفاة الفنان الكبير أنور وجدي، أحد أبرز صناع السينما المصرية في النصف الأول من القرن العشرين. رحل وجدي عام 1955، بعد أن ترك وراءه إرثًا فنيًا حافلًا تجاوز 70 فيلمًا، وخلّد اسمه كأحد أعمدة الفن السابع في العالم العربي.
وُلد أنور وجدي في 11 أكتوبر 1904 بحي الظاهر في القاهرة، لأسرة مصرية بسيطة عانت من الفقر بعد فشل والده في التجارة. اسمه الحقيقي كان محمد أنور يحيى وجدي، لكنه اختار اسم “وجدي” سعيًا للتقرب من أحد المسؤولين في المسرح آنذاك.

بدأ وجدي مسيرته الفنية على خشبة المسرح، قبل أن يتجه إلى السينما في ثلاثينيات القرن الماضي، ويشارك في أفلام مثل جناية نص الليل وأولاد الذوات. لكن انطلاقته الكبرى جاءت في الأربعينيات، حينما بدأ في كتابة وإخراج وإنتاج أفلامه الخاصة، التي أصبح فيها النجم الأول بلا منازع، مثل ليلى بنت الفقراء، طلاق سعاد هانم، وأربع بنات وضابط.
أسس شركة “الأفلام المتحدة” عام 1945، التي أنتج من خلالها مجموعة من أبرز الأعمال، أبرزها أفلامه مع الفنانة ليلى مراد، التي شكل معها ثنائيًا فنيًا وزوجيًا لعدة سنوات. كما كان وراء اكتشاف الطفلة المعجزة فيروز، وقدّمها في عدة أفلام ناجحة لا تزال محفورة في ذاكرة المشاهدين.

اشتهر أنور وجدي أيضًا بكونه الفنان الوحيد الذي وقف أمام ثلاث من أعظم مطربات الوطن العربي: أم كلثوم، أسمهان، وليلى مراد. وقد جمعته أعمال خالدة مع كبار المخرجين في تلك الحقبة، مثل أحمد بدرخان، توجو مزراحي، وأحمد سالم.
رغم تألقه الفني، لم تكن حياة أنور وجدي سهلة؛ فقد عانى من المرض في سنواته الأخيرة، ورحل عن عمر يناهز 50 عامًا، دون أن يترك أبناء، لكنه ترك وراءه تراثًا فنيًا ضخمًا لا يزال يُحتفى به حتى اليوم.

تحل الذكرى السبعون لوفاته وسط إشادة مستمرة بمسيرته التي ألهمت أجيالًا، ووضعت أسسًا لصناعة السينما في مصر والعالم العربي.






