في ذكرى رحيله.. فريد شوقي “وحش الشاشة” الذي غيّر وجه السينما المصرية

كتبت / نهى مرسي
تحل اليوم، السبت 27 يوليو، الذكرى الـ27 لرحيل الفنان القدير فريد شوقي، أحد أعمدة الفن المصري والعربي، والذي وُلد في 30 يوليو 1920 ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1998، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا تجاوز الـ300 عمل فني بين السينما والمسرح والتليفزيون.
كان فريد شوقي أكثر من مجرد ممثل؛ بل كان حالة فنية متفردة، جمع بين الأداء التمثيلي والكتابة والإنتاج، واستطاع أن يحجز لنفسه مكانًا خاصًا في قلوب الجماهير التي أطلقت عليه لقب “وحش الشاشة” و”ملك الترسو”، تعبيرًا عن شعبيته الجارفة، خاصة بين جمهور الطبقة المتوسطة والفقيرة، الذين وجدوا في أدواره انعكاسًا لهمومهم وآمالهم.
رحلة فنية لا تُنسى
بدأ فريد شوقي مشواره الفني في أربعينيات القرن الماضي، وشارك في أفلام مع كبار المخرجين مثل صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وعاطف سالم، ونجح في تقديم شخصيات متنوعة، من البطل الشعبي الذي يدافع عن المظلومين، إلى الشرير الذي يفيق من غيّه ويتوب، إلى رجل القانون القوي الحاسم، مما جعله فنانًا شاملًا يستطيع التلون بمختلف الأدوار دون أن يفقد جماهيريته.

من أبرز أفلامه: “جعلوني مجرمًا”، “رصيف نمرة ٥”، “الأسطى حسن”، “إبراهيم اللّي في الجبل”، “الفتوة”، وغيرها من الأعمال التي تُعتبر علامات في تاريخ السينما المصرية.
لم يكن فريد شوقي فنانًا ترفيهيًا فقط، بل كان يحمل رسالة واضحة في معظم أعماله، إذ حرص على تقديم قضايا المجتمع، خاصة ما يخص الطبقة الكادحة، وسلط الضوء على مشكلات مثل البطالة، والانحراف، والظلم الاجتماعي، ونجح في تشكيل وعي أجيال كاملة من خلال شاشة السينما.
كما كان من أوائل الفنانين الذين كتبوا للسينما، وكتب عددًا من الأفلام التي قام ببطولتها، منها “جعلوني مجرمًا” الذي تسبب في تغيير القانون المصري آنذاك، بعد أن فتح النقاش حول قضية “السابقة الأولى” للشباب المتهمين في قضايا جنائية.

فريد شوقي الأب والفنان
لم يكن فريد شوقي نجمًا فقط على الشاشة، بل كان إنسانًا ملتزمًا في حياته الشخصية، تميز بعلاقته الطيبة مع زملائه وأسرته. وقد ورثت ابنته، الفنانة رانيا فريد شوقي، حبه للفن، وسارت على خطاه في عالم التمثيل، وظلت حتى اليوم تحرص على إحياء ذكراه بكل فخر واعتزاز.

وداع ملك القلوب
رحل فريد شوقي عن عالمنا في 27 يوليو 1998، عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد صراع مع المرض، وأقيمت له جنازة مهيبة شارك فيها كبار الفنانين ومحبيه من جميع أنحاء الوطن العربي، ودفن بمقابر الأسرة في القاهرة، وظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجمهور كأحد أعظم من أنجبتهم السينما العربية.
وبعد مرور 27 عامًا على رحيله، لا تزال أفلامه تُعرض وتحظى بنسب مشاهدة مرتفعة، ويظل اسمه علامة مضيئة في تاريخ الفن، ونموذجًا للفنان الحقيقي الذي عاش ومات من أجل الفن والجمهور.






