عاجلعالم الفن

في ذكرى رحيل زعيم المسرح الفكاهي “نجيب الريحاني”.. فنان ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري والعربي

في ذكرى رحيل زعيم المسرح الفكاهي “نجيب الريحاني”.. فنان ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري والعربي

نجيب الريحاني

كتبت: دنيا أحمد

تمر اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير نجيب الريحاني، أحد أعظم رواد المسرح والسينما في مصر والوطن العربي، الذي وافته المنية في 8 يونيو 1949 عن عمر يناهز 60 عاماً. عرف الريحاني بلقب “زعيم المسرح الفكاهي” بفضل إسهاماته الكبيرة في تطوير المسرح المصري وربطه بحياة الناس اليومية، حيث قال ذات مرة: “عايزين مسرح مصري، مسرح ابن بلد، فيه ريحة الطعمية والملوخية، مش ريحة البطاطس المسلوق والبفتيك”.

بدأ الريحاني مسيرته الفنية في أوائل القرن العشرين، حيث أسس مع صديقه بديع خيري فرقة مسرحية قامت بنقل المسرحيات الكوميدية الفرنسية إلى اللغة العربية، مما ساهم في إثراء الساحة الفنية المصرية. كما ترك إرثاً ضخماً من الأعمال المسرحية والسينمائية التي ما زالت تحظى بتقدير الجماهير حتى اليوم.

وفاته:
أثارت وفاة نجيب الريحاني صدمة كبيرة لدى الجميع، خاصة أن مرض التيفوئيد لم يكن له علاج متوفر في مصر آنذاك. ورد أن رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا أصدر أمرًا بإحضار الأدوية اللازمة للعلاج من الخارج، وتم بالفعل توفيرها. ومع ذلك، كشف الناقد المسرحي أحمد سخسوخ، عميد معهد الفنون المسرحية الأسبق، أن وفاة الريحاني كانت نتيجة إهمال من قبل ممرضته في المستشفى اليوناني، حيث تلقي جرعة زائدة من دواء الأكرومايسين، مما أدى إلى وفاته خلال ثوانٍ.

وفي تلك الفترة، كانت زوجة الريحاني الألمانية، لوسي دي فرناي، قد وصلت إلى مصر لدعمه، وذكرت ابنتهما جينا أن والدها توفي أثناء غياب والدتها لدى مدير المستشفى لطلب وجود طبيب إلى جانبه بعد تدهور صحته. وعندما عادت، وجدت ممرضة تبكي خارج الغرفة، فدخلت لتجد والدها قد فارق الحياة. أُغلقت الغرفة على الجثمان، ومنع الأطباء دخول أي شخص إليها حفاظًا على عدم انتشار العدوى، ثم نُقل الجثمان إلى مكان آخر.

كان خبر وفاة نجيب الريحاني حدثًا أليمًا في مصر، ووُصف بأنه لم يكن أقل تأثيرًا من كارثة وطنية. وشارك الآلاف في تشييع جنازته، ورثاه الملك فاروق الأول، وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، مؤكدين مكانته العظيمة في قلوب المصريين.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى