في ذكرى ميلاده.. أحمد عدوية “صوت الناس” الذي غيّر وجه الأغنية الشعبية المصرية

كتبت / مايسة عبد الحميد
يوافق اليوم، 26 يونيو، ذكرى ميلاد الفنان الراحل أحمد عدوية، أحد أهم رموز الأغنية الشعبية في مصر والعالم العربي، والذي شكّل خلال فترة السبعينات وما بعدها ظاهرة فنية لم تتكرر، بصوته المختلف وكلماته القريبة من وجدان الشارع.
وُلد عدوية في 26 يونيو 1946 بمحافظة المنيا لأسرة كبيرة العدد، وكان ترتيبه قبل الأخير بين 14 أخًا وأختًا. بدأ حياته في مقاهي شارع محمد علي بالقاهرة، يغني في الأفراح والحفلات، إلى أن لمع اسمه في حفل خاص للمطربة شريفة فاضل عام 1972، فكانت انطلاقته الكبرى التي جعلت منه نجمًا لامعًا في سماء الغناء الشعبي.

“السح الدح إمبو”، “زحمة يا دنيا زحمة”، “بنت السلطان”، “سيب وأنا أسيب” وغيرها من الأغاني، تحوّلت إلى جزء من الذاكرة الشعبية المصرية، وبصمة لا تمحى في عالم الفن، حتى غنّى له الكبار ومنهم عبد الحليم حافظ نفسه، الذي تبادل معه الأغاني في إحدى الحفلات.
رغم حادث الاغتيال الشهير الذي تعرّض له في التسعينيات، والذي أثر على صحته وأبعده عن الساحة الفنية لسنوات، فإن عدوية ظل حاضرًا في قلوب جمهوره. عاد بأغنية “الناس الرايقة” مع رامي عياش، وبدويتو جديد مع ابنه محمد عدوية، ليبرهن أنه لا يزال قادرًا على الوصول إلى الأجيال الجديدة.
توفي أحمد عدوية في 29 ديسمبر 2024 عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد رحلة طويلة من العطاء، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا يُصنف ضمن المدارس المؤسسة للأغنية الشعبية المعاصرة.
وفي ذكرى ميلاده، يتذكره جمهور الفن الشعبي كـ**“الأب الروحي للأغنية الشعبية الحديثة”**، وكصوت استطاع أن يعبّر بصدق عن الشارع، وأن يدمج بين البساطة والعمق، فكان كما لقّبه محبوه: “صوت الناس”.





