في ذكرى ميلاده.. أسامة أنور عكاشة صانع الوجدان المصري وأستاذ الدراما الإنسانية

كتبت / نهى مرسي
تحل اليوم، 27 يوليو، الذكرى الـ84 لميلاد الكاتب والسيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة، أحد أبرز أعلام الأدب والدراما في العالم العربي، الذي غيّر مفهوم المسلسل التلفزيوني، ونجح في تحويل الدراما من مجرد ترفيه إلى مرآة حقيقية للمجتمع، تكشف قضاياه وتحلل مكوناته النفسية والاجتماعية والسياسية.
وُلد عكاشة في محافظة الغربية عام 1941، وتخرج في قسم علم النفس بكلية الآداب، وهو التكوين الذي انعكس بوضوح على كتاباته، حيث اهتم بالغوص في أعماق الشخصيات وتحليل سلوكياتها بدقة، وهو ما جعله مختلفًا ومتفردًا وسط كتاب جيله.
اشتهر عكاشة بأسلوبه الإنساني العميق، وقدرته الفائقة على صياغة شخصيات واقعية عاشت في قلوب الناس، حتى أن بعضها بات رمزًا ثقافيًا، مثل “سليم البدري” و”علي البدري” في ليالي الحلمية، و”عصفور المطر” في الشهد والدموع، و”حسن أرابيسك” في العمل الذي حمل الاسم ذاته.

قدّم على مدار مسيرته عشرات المسلسلات التي حفرت أسماءها في ذاكرة الفن المصري، أبرزها:
ليالي الحلمية، الراية البيضا، الشهد والدموع، أرابيسك، زيزينيا، أميرة في عابدين، أولاد آدم، الناس في كفر عسكر، العائلة، أوان الورد
عُرف أيضًا بمواقفه السياسية والفكرية الجريئة، ورفضه للتطبيع مع الكيان الصهيوني، إلى جانب اهتمامه الدائم بقضايا الهوية والعدالة الاجتماعية، وهو ما ظهر جليًا في كتاباته التي كانت دومًا منحازة للناس البسطاء والمهمشين.
ورغم رحيله في 28 مايو 2010، لا تزال أعماله تضيء الشاشات، وتُدرّس كمراجع درامية، وتُستلهم كأمثلة حية على كتابة دراما نبيلة تعيش وتتجدد مع كل الأجيال.

وفي كل عام، تعود ذكرى ميلاد أسامة أنور عكاشة لتذكّرنا بأن الفن العظيم لا يموت، وأن الكلمات الصادقة قادرة على أن تعبر الزمن، وتبقى حيّة في وجدان الملايين.






