في ذكرى ميلاده.. ابن خلدون رائد علم الاجتماع ومؤسس فلسفة التاريخ والعمران البشري

كتابة: دنيا أحمد
تحل اليوم ذكرى ميلاد العلامة عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، المعروف اختصارًا بـ”ابن خلدون”، الذي وُلد في 27 مايو 1332م (1 رمضان 732هـ) في تونس، ويُعدّ من أبرز المفكرين في تاريخ الحضارة الإسلامية، وصاحب الأثر العميق في تأسيس علم الاجتماع وفلسفة التاريخ.
تميز ابن خلدون بقدرته الفريدة على تحليل الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بنظرة علمية ومنهجية سبقت عصره بقرون. وقد تجلّت عبقريته في مقدمته الشهيرة لكتابه “العبر وديوان المبتدأ والخبر”، والتي أصبحت لاحقًا مؤلفًا مستقلًا عُرف باسم “مقدمة ابن خلدون”، والتي يُعدّها كثيرون أول دراسة علمية في علم الاجتماع الإنساني.
نشأ ابن خلدون في كنف الدولة الحفصية في تونس، ثم تنقل بين بلاد المغرب والأندلس، واشتغل في ديوان الكتابة ومراسلة الملوك، قبل أن يتحول إلى العمل القضائي والعلمي في مصر، حيث درّس في عدة مدارس، أبرزها المدرسة القمحية والمدرسة الظاهرية البرقوقية.
لعب دورًا محوريًا في السياسة والدبلوماسية، وكان شاهدًا ومشاركًا في الأحداث الكبرى في عصره، أبرزها وساطته بين السلطان المملوكي وجيوش تيمورلنك في دمشق.
يُعدّ ابن خلدون أول من تناول موضوع نشوء الدول وازدهارها وسقوطها في إطار علمي شامل، وتحليله للعوامل المؤثرة في تطور المجتمعات لا يزال مصدر إلهام للفكر الإنساني حتى اليوم، وتُرجمت مؤلفاته إلى العديد من لغات العالم، ودرستها كبرى الجامعات العالمية.
في ذكرى ميلاده، يتجدد التقدير لهذا المفكر الموسوعي الذي سبق زمانه، ووضع أسسًا علمية لدراسة التاريخ والمجتمع لا تزال مرجعًا أساسيًا في فهم حضارات الماضي وتطور الإنسان.






