في ذكرى ميلاد عبد الوارث عسر.. شيخ الممثلين وملهم الأجيال في السينما المصرية

كتبت / نهى مرسي
تحل اليوم، 16 سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنان الكبير عبد الوارث عسر (1894 – 1982)، أحد أبرز رموز التمثيل في تاريخ الفن المصري، والذي اشتهر بلقب “شيخ الممثلين” نظرًا لمكانته المرموقة وأسلوبه الفريد في الأداء والإلقاء.
وُلد عبد الوارث عسر بحي الدرب الأحمر بالقاهرة، وبدأ حياته بعيدًا عن الفن حيث التحق بكلية الحقوق وعمل فترة قصيرة في المحاماة، قبل أن يجذبه المسرح والأدب إلى عالم التمثيل. انضم إلى فرقة جورج أبيض المسرحية، ومن ثم اتجه إلى السينما في الثلاثينيات، ليصبح واحدًا من أهم أعمدتها.
تميز عسر بقدرته على تجسيد الأدوار المختلفة بصدق شديد، خاصة شخصية الأب المصري بوقاره ودفئه الإنساني، فترك بصمات واضحة في أفلام خالدة مثل شباب امرأة، سلامة في خير، الخطيئة، وأرض النفاق. كما تعاون مع كبار النجوم مثل فاتن حمامة، عماد حمدي، شكري سرحان، وأم كلثوم.

ولم يقتصر دوره على التمثيل فقط، بل كان عبد الوارث عسر مدربًا بارعًا في فنون الإلقاء، حيث درّب أجيالًا من الممثلين على مخارج الألفاظ وأداء النصوص الشعرية والنثرية، وكان له الفضل في تكوين مدرسة فنية قائمة على الانضباط والالتزام.
حصل الفنان الكبير خلال مسيرته على عدة تكريمات وجوائز تقديرًا لعطائه، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في فيلم جنون الحب عام 1939. وقد ظل حتى آخر أيامه رمزًا للفن الأصيل والالتزام المهني والأخلاقي.

رحل عبد الوارث عسر في 22 أبريل 1982، لكن ذكراه ما زالت حية في قلوب عشاق السينما المصرية، إذ يُعتبر مدرسة فنية متفردة وملهمًا للأجيال التي تلته.





