سياسةمقالات

في ذكرى وفاته.. “الإسكندر الأكبر” القائد الذي غيّر وجه العالم القديم

في ذكرى وفاته.. “الإسكندر الأكبر” القائد الذي غيّر وجه العالم القديم

الإسكندر الأكبر

كتبت: دنيا أحمد

تحل اليوم، 10 يونيو، ذكرى وفاة القائد المقدوني الشهير الإسكندر الأكبر (الإسكندر الثالث المقدوني)، الذي رحل عام 323 قبل الميلاد، عن عمر لم يتجاوز الـ32 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا عسكريًا وثقافيًا لا يزال تأثيره ممتدًا حتى اليوم.

وُلد الإسكندر في مدينة بيلا، عاصمة مملكة مقدونيا، في 20 يونيو عام 356 ق.م، لوالده الملك فيليب الثاني ووالدته أوليمبيا. وقد نشأ في كنف البلاط الملكي، وشهدت طفولته غياب والده المستمر لانشغاله بالحملات العسكرية، ما خلق بداخله شعورًا بالاستقلال المبكر، وساعدته والدته على تنمية طموحه وشخصيته القوية.

في سن الـ13، تولّى الفيلسوف أرسطو مهمة تعليم الإسكندر، فدرّسه علوم الفلسفة والأدب والسياسة، وكان لـ”الإلياذة” لهوميروس تأثير كبير عليه، حتى أنه اصطحب نسخة منها خلال حملاته العسكرية.

بدأ الإسكندر مشواره العسكري مبكرًا، وشارك في أولى معاركه وهو في سن السادسة عشرة. وبعد اغتيال والده عام 336 ق.م، تولّى العرش وورث جيشًا قويًا ومملكة متماسكة، سرعان ما استخدمها لتحقيق مشروعه التوسعي الكبير، فقاد حملة عسكرية غير مسبوقة نحو الشرق بدأت سنة 334 ق.م ضد الإمبراطورية الفارسية.

خلال عقد من الزمان، خاض الإسكندر معارك حاسمة مثل إسوس وكوكميلا، أطاح خلالها بالشاه الفارسي دارا الثالث، وامتدت مملكته من البحر الأدرياتيكي غربًا حتى نهر السند شرقًا، مرورًا بمصر التي دخلها دون مقاومة وأسّس فيها مدينة الإسكندرية عام 331 ق.م، لتكون مركزًا حضاريًا وثقافيًا بارزًا.

لم يكن الإسكندر مجرد قائد عسكري، بل صانع حضارة؛ إذ ساهمت فتوحاته في نشوء ما يُعرف بالحضارة الهيلينية، وهي مزيج من الثقافة الإغريقية وثقافات الشعوب التي أخضعها، وقد أسّس أكثر من 20 مدينة حملت اسمه.

يظل الإسكندر الأكبر حتى اليوم رمزًا عالميًا للعبقرية العسكرية، ونموذجًا يُحتذى به في الخطط الحربية، ويُدرّس اسمه في الأكاديميات العسكرية حول العالم، كما بقيت أسطورته حية في الأدب والتاريخ والأساطير، بوصفه القائد الذي أراد أن يحكم العالم، وكاد أن يفعل.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى