ثقافة وترفيةسياسةعاجل

في مثل هذا اليوم.. عمر مكرم يقود ثورة شعبية تُسقط خورشيد باشا وتُمهد لحُكم محمد علي

في مثل هذا اليوم.. عمر مكرم يقود ثورة شعبية تُسقط خورشيد باشا وتُمهد لحُكم محمد علي

محمد علي

كتبت / دنيا أحمد

في مثل هذا اليوم، 13 مايو عام 1805، قاد الزعيم الوطني عمر مكرم ثورة شعبية كبرى انطلقت من بركة الأزبكية ضد تعسف الوالي العثماني خورشيد باشا، وذلك بعد أن ضاق المصريون ذرعًا بظلمه واستبداده وفرضه الضرائب الباهظة لإرضاء جنوده المرتزقة، خاصة قوات “الدلاة” التي عاثت في شوارع القاهرة فسادًا.

شهدت القاهرة خلال هذه الفترة حالة من الغليان الشعبي، حيث قاد عمر مكرم، إلى جانب علماء الأزهر ووجهاء البلاد، تحركًا شعبيًا منظمًا، شارك فيه الفلاحون والصنايعية والنساء وحتى الأطفال، الذين خرجوا إلى الشرفات بالحجارة دفاعًا عن الثورة. وقد أجبر هذا التحرك الوالي خورشيد على الاحتماء في القلعة، بعد أن عمّت الفوضى المدينة واشتد الغضب الشعبي.

المؤرخ الفرنسي جليبرت سينويه وثّق تلك اللحظات، موضحًا أن محمد علي باشا كان قد ترك المنيا متوجهًا إلى القاهرة في الوقت ذاته، حيث أبدى تعاطفًا مع مطالب الثوار، ووقف بجانب العلماء ضد خورشيد باشا. وقد رفض خورشيد، في عناده المعتاد، مطالب المصريين قائلًا: “لن يعزلني أبناء الفلاحين”. لكن تلك الكلمات زادت من حدة الغضب الشعبي وأشعلت الثورة ضده.

تمكن المصريون من فرض إرادتهم، وبعد ضغوط شعبية واسعة ومطالبات بعزل خورشيد، استجاب السلطان العثماني في إسطنبول، ووافق على عزله وتعيين محمد علي باشا واليًا على مصر، في واقعة تعدّ واحدة من أوائل اللحظات التي اختار فيها الشعب المصري حاكمه بنفسه.

ورغم الخلاف بين المؤرخين حول التواريخ، حيث رأى الجبرتي أن التعيين الرسمي لمحمد علي تم في 18 يونيو 1805، إلا أن عددًا من الباحثين يؤكد أن قرار العلماء بعزل خورشيد تم في الأيام السابقة، وتحديدًا بين 12 و13 يونيو.

وتبقى هذه الثورة لحظة فاصلة في التاريخ المصري، حيث أظهرت قوة الشعب حين يتحد ضد الظلم، وبدأت معها ملامح جديدة لحكم محلي أكثر استقلالًا، مهّدت لدولة محمد علي التي شكلت منعطفًا حاسمًا في تاريخ مصر الحديث.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى