قصه قصيره بعنوان “غرفة بداخلى مظلمة “بقلم : جهاد رمضان
حبيبي، اليوم انا متعبه من كل تلك المشاعر المتضاربة ،وأريد أن أنام قليلا لعلي أجد إجابات واضحة لكل أسئلتك ….لعلك تهدأ تصبح على خير يا فؤاد قلبى
أغلقت باب الغرفة على صغيرها وتسللت بثقل شديد إلى عرفتها ،جلست تفكر فى إجابة لكل اسأله زين طفلها ومنقسم روحها ،كيف أخبرك بالقصة وكيف ستتفهم تفاصيل انفصالى عن والدك وكيف ستقيم الأمر بيننا !؟…لعلك ستحتاج إلى أن تتقدم بالعمر اكثر من عمرك السابع ؟ولكن بالنسبة لي فإن روحك هي ما سأكرس له حياتى ،لتكون أفضل الناس وليس طفلا عاديا وانا اعلم يا صغيرى منذ الوهلة الأولى أنك طفل غير عادى وإن تنعك الناس بالجنون ،فربما تبدو الأوهام حقيقة بداخلنا!؟ …لا اعرف !..ولكنى اشعر بك جيدا وبآلامك واعدك دوما لن أتركك
غدا هو موعد لقاءك مع ابيك المعتاد بنادى الأسره ،تنهدت بحزن يملئ المكان لنرى غدا ماذا سيحدث أمام نادى الأسرة
اجتاز زين الطابق العلوي وتقدم إلى غرفة كشف اسماء زيارات (الرؤية) فتبسم له الاستاذ ضياء المسؤول عن كشف الحضور والانصراف
الاستاذ ضياء بصوت متحشرج بعطف بالغ :اهلا زين تفضل الغرفه رقم (٤)، كل شئ فى انتظارك كما تركتها
خطى زين بسعاده إلى الغرفه وابتسامته تغمر وجهه يشكل فى كل خطوه يتقدم بها خيوط من البنفسج ،الوان زاهيه بعطور اللافندر ،دقات قلبه الصغيرة تقفز وتتراقص ويرقص معها فاليوم الذى اعتاد على رؤية والده هو يوم الجمع الأكبر لحنان والده الذى يبقيه صابرا حتى موعد زيارته القادمة يلعبون بالكرة ويشترون الكثير من الحلوى والله ، وقف زين أمام الغرفة وارتسمت على وجهه نظره حائره فى ذهول من الجميع بالغرف المجاورة
اخذ يطفئ النور ويضيء في بلاهة وهو يستعرض تفاصيل الغرفه والكره ،سمع هاتف حنونا أتى من اعماق قلبه …..أأ…زين …إن الحجره كما هى رائعه ..هيا تسابقني في لعبة كرة القدم …فلنبدأ الآن
بدأ زين يلعب ويلهو ويلعب دون أن يكف لحظة واحدة حتى سقط على الأرض مسترخيا، ضحكت السيدة هويدا باسفاف وهى تميل إلى السيدة ديانا بالمقعد المجاور لها فهما يتابعونه دوما : انظرى ياديانا إلى هذا أمر هذا الطفل العجيب !؟
انه يأتي أقرب من خمس زيارات ولم اعد ارى اباة يأتي ويظل يلعب بالكره هكذا حتى يسقط على الأرض ………!؟
نعم أراه واتعجب من أمره ؟
دخل الاستاذ ضياء الحجره واحتضن زين بحنان ومسح وجهه بيده وقبل رأسه وقال بمرح : يكفى ذلك يابطل لقد فزت بالعب والان حان وقت الانصراف
ظل محتضن زين حتى اوصلة لباب النادى وأمام سيارة والدته التى ظلت تنتظره بالسيارة ،ألقى إليها التحيه وأشار بيده انه سيتصل پها دون ان ينتبه زين لهما
ركب زين السياره واستلقى بالمقعد الخلفى فى هدوء ومازالت ابتسامته الطفوليه تغمر وجهه حتى تلاشت الابتسامه وغرق فى النوم
اسرعت حينها والده زين عندما تأكدت من نومه بالاتصال بالاستاذ ضياء
الو …استاذ ضياء
نعم سيده مريم …اريد ان أطمئنك لقد سار اليوم كما طلبتى فى كل مرة
:شكرا لك استاذ ضياء على تعاونك معي ….فأنت تعرف كان زين مرتبط بأبيه حتى بعد انفصالنا وكانت زيارتهم كل يوم من الأسبوع هي محور حياة زين …. فكان من الصعب عليه ان يتقبل فكره وووفاته ….وكان هذا حلا مثالى كما أمر طبيبه النفسى ….