مقالات

“كذبة أبريل” .. بقلم : العارف بالله طلعت

“كذبة أبريل” .. بقلم : العارف بالله طلعت

"كذبة أبريل" .. بقلم : العارف بالله طلعت
العارف بالله طلعت

لم يعرف أصل ” كذبة أبريل” علي وجه التحديد لعل أشهرها الرأي الذي يرجع تلك الظاهرة إلي اعتماد التقويم الجريجوري لعام 1564 حيث تم التوافق علي اعتماد شهر كانون الثاني ( يناير ) ليكون الشهر الأول في السنة بدل شهر نيسان (أبريل ) الذي كان يعتبر أول شهر في السنة في الحضارات القديمة لأنه يمثل شهر الخصب والربيع حسب المعتقدات السابقة ولكن بعد هذا التحول بقي أول نيسان “أبريل ” يعتبر عيدا “كاذبا” لرأس السنة ومع الأيام تحول ذلك اليوم إلي مناسبة لتبادل الكذب والمزاح .

وهناك رأي يري أن تلك الظاهرة بدأـ عند الإغريق وآخر يري أنها بدأت عند الرومان وثالث يرجعها إلي الحضارة الأشورية . ويذكر آخرون أنها نشأت مع احتفالات الربيع عند تعادل الليل والنهار في 21 آذار “مارس” .

ويري بعض المؤرخين أن كذبة أبريل في فرنسا لعام 1564م بعد فرض التقويم الجديد .فعندما تولي تشارلز التاسع الحكم عام 1564 تم تغيير التقويم الجريجوري لكي يكون الاحتفال في السنة الجديدة هو الأول من شهر يناير والمعمول به حتي الآن لم يقتنع بعض الأشخاص بهذا التعديل الجديد واستمروا في الاحتفال بالتقويم القديم ولذلك أطلق عليهم حمقي أبريل أو ” أبريلز فوول”.

الهدايا بغرض السخرية

وكان من المعتاد تبادل الهدايا في أول يوم من أيام السنة الجديدة قبل تغييره ويرفض بعض الأشخاص لفكرة التغيير هذه أصبحت الهدايا ترسل بغرض السخرية منهم وأخذوا يطلقون عليه أسم”بوازون دو أفريل” أي سمك شهر أبريل كناية عن الشخص الذي يسهل اصطياده وتنوقلت هذه العادة أو روح الدعاية إلي الأمم الأخرى بالمثل وبعد مضي وقت من الزمن قررت إنجلترا وإسكتلنددا أن تتبني الفكرة نفسها فيما بعد للاحتفال بهذا اليوم ويكزن يوما للمرح والدعاية وكان ذلك في عام 1700 حيث يستمتع الأشخاص في اسكتلندا بإرسال بعض الأشخاص في مهام حمقاء مثل البحث عن أسنان الدجاج أو لبن العصفور والطريقة الأخرى هي السخرية من شخص يقع الاختيار عليه من دون ترتيب مسبق أي أنه هو الشخص الأحمق المختار ليقوموا بإرساله إلي مزرعة بعيدة في الأول من أبريل ليبلغ رسالة مضمونها اصطاد طائر الوقواق بعد ميل واحد وهذا الطائر يشار به إلي الشخص الأحمق وعندما يصل الرسول إلي المكان المختار سواء أكان رجلا أم أمرأة يرسل من جديد لعنوان آخر ليس له وجود وفي النهاية بعودته مرة أخرى إلي مدينته متعبا منهك القوى يخرج السكان سواء أكان رجلا أم إمراة يرسل من جديد لعنوان آخر ليس له وجود .

مهرجان سيريليا

ومن القصص الأخرى التي تمت روايتها بخصوص من هذه الكذبة ترجع إلي الآثار المتبقية من مهرجان سيريليا. وهذا المهرجان هو عيد روماني قديم يحتفل فيه بقصة بروسيربينا. التي خطفها الإله الروماني ” بلوتو” عندما كانت تجمع زهور السوسن من الوادي. وبمجرد سماع أمها سيريس خبر اختطافها صدمت وأخذت تبحث عنها في كل مكان. لكن من دون جدوى ومن هنا وصفت محاولاتها غير المجدية في العثور علي أبنتها باسم ” مهمة الحمقى” . وأشهر الحيل التي يقوم بها الأمريكان في هذا اليوم هي إيقاف أي شخص مار أو صديق. ثم الإشارة إلي حذائه وإخباره بأن رباطه غير معقود وبالتالي ينظر الشخص إلي حذائه ليري أنها مزحة .

ومن أشهر أكاذيب أبريل ” سمكة أبريل” وسبب تسميتها بهذا الاسم أن الشمس تنتقل فيه من برج الحوت إلي ما يليه .

وورد ذكر أول كذبة أبريل في اللغة الإنجليزية في مجلة كانت تعرف ب” مجلة دريك” ففي اليوم الثاني من أبريل لعام 1698م. ذكرت هذه المجلة أن عددا من الناس تسلموا دعوة لمشاهدة عملية غسل السود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر أبريل .

معرض حمير

ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول أبريل أن جريدة “إيفنينغ ستار” الإنكليزية أعانت في مارس سنة 1746. أن غدا أول أبريل سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الإنجليزية. فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادا عظيما وظلوا ينتظرون فلما أعيادهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير. فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم جاؤوا يستعرضون أنفسهم وكتب بعض المؤرخين عن أصل هذه الكذبة قائلا : الكثير منا يحتفل بما يسمونه “كذبة أبريل” والترجمة الحرفية لها” خدعة أبريل” .

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى