«لا تتغافل الإنذارات» .. بقلم: د. جيهان حنا
لا طالما كنا نتساءل عن قطع العلاقات… عن أناس كانوا الأقرب.. الأكثر تناغما و تفهما وقربا لبعضهم البعض…. يتشاركون الأفراح والآحزان معا… سند وضهر كل منهم للآخر في أصعب المواقف…..يتقاسمون الرزق..و حتي ضيق الحال….. و فجأة، يحدث خلل ما……تصدع في العلاقة… تتنافر الأرواح قبل الأجساد….يعم الفتور وعدم المبالاة… و يزول الحب و تتلاشي آسمي معاني الإنسانية…الرحمة الصداقة… العشرة الطيبة…..يتصارع الطرفان بألقاء اللوم بنبرات حادة….. و بقلوب حزينة باكية….. انهار الجسر… والحصن المنيع…..انفجر بركان الغضب….. فلا يسعك إلا أن تتعجب وتقول سبحان مغير الأحوال و مقلب القلوب…. …
و تتسائل هنا هل هذا هو حال الدنيا ؟؟……دوام الحال من المحال.. وسرعان ما تسمع همسات من كل من حولك… نحن بشر ولسنا ملائكه و قدرتنا علي التسامح و المغفرة محدودة.. كما أن قدرتنا علي فهم و إدراك الأمور الحياتية مرتبط بقدر ثقافتنا و وعينا..و يعتمد علي مقدرة كل منا علي التحمل..و الصبر…و معرفة الصالح من الطالح،…. فاذا أمعنت النظر قليلا… وقمت بتحليلات بسيطة، تجد أن في أغلب الأمور يوجد عامل مشترك في كل هذه الحالات…. وهو أن أحدهم ساهم مساهمة مباشرة في إنهاء وقطع العلاقة …بمعني أن أحدهما كان صاحب الفعل والأخر كان رد الفعل..
لذا دائما نقول أن الإثنين ساهموا معا في تدمير العلاقة…. للأسف ما تم بناءة في سنوات الوفاق السابقة و بتناغم و حب شديد…ضاع و تلاشي في ثواني ….أذن عنصر المفجاة غير متواجد … لأن الاثنين معا كانا علي دراية تامة وساهموا في إنهاء العلاقة….. تغافلوا الإنذارات…و الصرخات و الإستغاثات من طرف للآخر….. تناسوا ان العلاقات مبنية علي أرصدة ، اذا نفذت… أنتهي الأمر… أذن إنهم ساهما معا….. واحد بافعالة عن عمد… والثاني نقذ صبره فناوله المقص إذا جاز التعبير….ولا يسعنا أن نقول إلا إن الله له في ذلك حكمة….حكمة في توقيت كل شئ…لأن لكل شئ تحت السماء وقت.. نعم وقت لتتألف القلوب….و وقت آخر. للأسف لتتنافر…
إن لله ما أعطي ولله ما أخذ…. وأنا شخصيا لا أرددها فقط في حالات الوفاة بل تعبيرا علي أن كل شئ يحدث بعلم الله وكل شيء عنده بأجل مسمي و ملك له عز و جل…..هذا ليس عند الموت الجسدي و لكن في كل أمور حياتنا لأنها أولآ و أخيرا هي في يد الله سبحانه.. ونحن و ديعتة…و مدركون أننا مسيرون في أشياء و مخيرون في أشياء آخري….،نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يسكن قلوبنا الرضا و الطمأنينة والسعادة وراحة البال..السلام النفسي….أن يهدي كل نفس للآخر و يزيل التنافر و روح الشر التي من شأنها أن تخرب و تهدم و تشتت الروابط الأسرية و تزلزل أستقرارها و أمانها… توخوا الحذر…. وأنتبهوا للإنذارات