ثقافة وترفيةعاجل

غربان الظل .. أسرار مذهلة عن أذكى طائر في السماء

غربان الظل .. أسرار مذهلة عن أذكى طائر في السماء

صورة أرشيفية

كتبت / مايسة عبد الحميد 

عند ذكر الغربان، يتبادر إلى الذهن طائر أسود اللون، صوته غريب وحضوره مشؤوم في الأساطير. لكن خلف هذا الانطباع الشائع، تكمن واحدة من أكثر الكائنات ذكاءً وغموضًا على وجه الأرض.

عباقرة الريش

الغربان ليست طيورًا عادية؛ فهي تنتمي إلى عائلة “الغرابيات”، المعروفة بذكائها الاستثنائي. أظهرت الدراسات أن الغربان قادرة على حل الألغاز المعقدة، واستخدام الأدوات، بل وخداع بعضها البعض—سلوك لا يُرى عادةً إلا في الثدييات العليا مثل القردة والدلافين.

ذاكرة لا تُصدق

واحدة من أغرب الحقائق عن الغربان هي قدرتها المذهلة على التعرّف إلى الوجوه البشرية وتذكّرها لسنوات! في تجربة شهيرة بجامعة واشنطن، تذكر الغربان أشخاصًا ارتدوا أقنعة تهديدية حتى بعد مرور خمس سنوات، وهاجموهم عندما رأوهم مجددًا، بينما تجاهلوا أشخاصًا بوجوه مألوفة وغير عدائية.

طقوس جنائزية مدهشة

هل تصدق أن الغربان تقيم نوعًا من “الجنائز”؟ عند وفاة أحدها، تتجمع الغربان حول الجثة في صمت لعدة دقائق، وكأنها تودع صديقًا. العلماء يعتقدون أن هذا السلوك ليس مجرد حزن، بل أيضًا وسيلة لتحذير الآخرين من الخطر أو مكان الحادث.

لغة خاصة وشبكات اجتماعية

الغربان تتواصل عبر مجموعة معقدة من الأصوات تختلف بحسب الموقف: تحذير، دعوة، حتى “محادثات” فردية. والأغرب؟ الغربان التي تعيش في مناطق مختلفة تصدر أصواتًا بلكنات مختلفة، وتُظهر القدرة على تعلّم “لهجات” الغربان الأخرى!

الانتقام والمسامحة

الغربان تحمل الضغائن! إذا أذاها إنسان أو حتى طائر آخر، يمكن أن تنتظر الفرصة المناسبة للانتقام. لكنها قد “تسامح” أيضًا إذا تغير سلوك الطرف الآخر، في سلوك يُشبه تعامل البشر مع الأذى والصفح.

الغربان طيور مذهلة، تسكن العالم في صمت وظل، تراقب وتفكر وتتذكّر. ومع كل اكتشاف جديد، يبدو أننا نعرف أقل مما نظن عن هذه الكائنات الغامضة. في المرة القادمة التي ترى فيها غرابًا، تذكر أنه قد يكون أذكى مخلوق يراقبك من السماء.

زر الذهاب إلى الأعلى