عالم الفن

الفن التجريدي والسريالي والانطباعي: مدارس تشكيلية غيرت وجه الفن على مر العصور

الفن التجريدي والسريالي والانطباعي: مدارس تشكيلية غيرت وجه الفن على مر العصور

كتبت / رشا الأغا

تطور الفن التشكيلي إلى مدارس واتجاهات مختلفة، تعكس كل منها فلسفة فنية ورؤية جمالية مميزة. ومن أبرز هذه المدارس: الفن التجريدي، السريالي، والانطباعي، حيث ساهمت كل واحدة منها في إحداث ثورة بصرية وأثرت في الأجيال اللاحقة من الفنانين.

أولًا: الفن التجريدي:

يُعتبر الفن التجريدي واحدًا من أكثر التيارات الفنية تحررًا من الواقع، حيث يعتمد على الأشكال والخطوط والألوان بدلاً من تصوير الأشياء بطريقة واقعية. يهدف هذا الفن إلى التعبير عن المشاعر والأفكار من خلال تكوينات بصرية مجردة، بعيدًا عن التمثيل الحرفي للطبيعة.

أهم رواد الفن التجريدي:

فاسيلي كاندينسكي : يُعد الأب الروحي للفن التجريدي، وابتكر لوحات تعتمد على اللون والحركة والإيقاع دون الحاجة إلى موضوع واضح.
بيت موندريان: اشتهر بأسلوبه القائم على الخطوط الهندسية والألوان الأساسية، مما جعله أحد أعمدة الفن التجريدي الهندسي.
كازيمير ماليفيتش: مؤسس السوبرماتية، والتي تعتمد على الأشكال الهندسية الخالصة كالدوائر والمربعات.

ثانيًا: الفن السريالي
نشأ الفن السريالي في أوائل القرن العشرين، متأثرًا بالحركة الدادية والفكر الفرويدي، حيث يعتمد على تصوير الأحلام واللاوعي بشكل غير منطقي وغامض. السريالية تبحث في العقل الباطن وتُظهر مشاهد غير واقعية ولكنها تحمل رموزًا ومعاني عميقة.

أهم رواد الفن السريالي:

سلفادور دالي : أشهر فناني السريالية، عُرف بأسلوبه الغريب وصوره المليئة بالتفاصيل الرمزية، مثل لوحة “إصرار الذاكرة” التي تصور الساعات الذائبة.
رينيه ماغريت: برع في خلق لوحات تحمل مفارقات بصرية، مثل عمله الشهير “خداع الصور” الذي كتب فيه تحت صورة غليون: “هذا ليس غليونًا”.
خوان ميرو: جمع بين السريالية والتجريدية في أعماله، حيث استخدم رموزًا وعناصر غامضة تبدو كأحلام مصورة.

ثالثًا: الفن الانطباعي:

الانطباعية هي حركة فنية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، وركزت على تصوير الضوء واللون بطريقة حرة وسريعة، مستخدمة ضربات فرشاة واضحة. اعتمد الفنانون الانطباعيون على الخروج من الاستوديوهات إلى الطبيعة لتسجيل اللحظات العابرة والظواهر الضوئية.

أهم رواد الفن الانطباعي

كلود مونيه مؤسس المدرسة الانطباعية، ومن أشهر أعماله “انطباع، شروق الشمس” التي أخذت الحركة اسمها منها.
إدوارد مانيه جمع بين الواقعية والانطباعية في أعماله، وساهم في تطوير الحركة.
بيير أوغست رينوار تميز بألوانه الدافئة ولوحاته التي تصور مشاهد الحياة اليومية بسحر خاص.
ختامًا:-

الفن التشكيلي هو انعكاس لعوالم مختلفة من الفكر والإبداع، وكل مدرسة فنية ساهمت في تشكيل تاريخ الفن بطريقتها الخاصة. التجريدية أطلقت العنان للأشكال والألوان، السريالية غاصت في أعماق اللاوعي والانطباعية وثقت اللحظات العابرة بجمالها اللحظي. وما زالت هذه التيارات تؤثر في الفن المعاصر، ملهمة أجيالًا جديدة من الفنانين لاستكشاف رؤى جديدة وإبداع لوحات خالدة.
#رشا_الاغا

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى