في ذكرى وفاة أبو طالب.. الحامي الصامت للرسالة والنبي

كتابة / دنيا أحمد
تحلّ اليوم ذكرى وفاة أبو طالب بن عبد المطلب، عم النبي محمد ﷺ وكافله الذي احتضنه صغيرًا ونصره كبيرًا، رغم أنه لم يُظهر الإسلام علنًا. توفي أبو طالب في عام 619 ميلادية، وهو العام الذي عُرف في التاريخ الإسلامي بـ”عام الحزن”، نظرًا لفقد النبي ﷺ اثنين من أعزّ الناس إليه: زوجته خديجة، وعمه أبو طالب، في فترة وجيزة.
ولد أبو طالب واسمه عبد مناف أو عمران بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، حوالي عام 540م، وكان من أبرز رجالات قريش، ومن سادات بني هاشم. تولى رعاية النبي محمد ﷺ بعد وفاة جده عبد المطلب، وكان له بمثابة الأب الحنون، فلم يتخلَّ عنه قط، بل وقف إلى جانبه مدافعًا عنه أمام بطش قريش، وتحمل الكثير من الضغوطات والمقاطعة في شعب بني هاشم، في سبيل حمايته.

ورغم أنه لم يُشهد له بالإسلام صراحة، إلا أن مواقفه المشرفة مع النبي ﷺ كانت من أعظم صور النصرة والوفاء، مما جعله يُذكر دائمًا كأحد أعمدة الدعم التي قامت عليها بدايات الدعوة الإسلامية.
أبو طالب هو أيضًا والد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين، وأخوته: طالب، عقيل، جعفر، وريطة، وجمانة، وكلهم من رموز بني هاشم الذين كان لهم دور بارز في التاريخ الإسلامي.

في ذكرى رحيله، يتجدد الحديث عن مواقفه الثابتة، وحكمته، وشجاعته في نصرة ابن أخيه، لتبقى سيرته محفورة في ذاكرة الأمة، رمزًا للوفاء والكرم والنصرة في أوقات الشدة.






