محمد الشريف .. عام بمائة عام

بقلم: دعاء نصر

عندما قيل لي ان الرجل لا يحبذ إجراء المقابلات الصحفية ويرفض مصاحبة الكاميرا له أثناء جولاته التفقدية منها والتنفيذية وقبل ان تعقد الدهشة لساني قيل لي لا تخافي ان الرجل لا يكره الصحافة ولا الإعلام ولكن تشكّل لديه مايشبه العقيدة ان لقاءاته الصحفية الحقيقية هى تلك المشروعات والخدمات التي تنفذها المحافظة والصور المرغوبة لديه ليست صوره الشخصية ولكنها صور المشروعات القومية والاقليمية الكبرى التي يشرف عليها.

تلك هي قناعته وهذا هو مبدأه منذ تم تكليفه بهذه المهمة قبل عام من الان تقريبا، والحقيقة ان شغفي الصحفي دفعني لابحث فى تاريخ الرجل خاصه، فوجدته خلال تلك الجولة البحثية وطوال خدمته الحكومية على مدار مايقرب من ثلاثة عقود دقيقًا دقة الساعة الرملية، هدوئها وأتزانها وأستقامتها، ببطء ولكن بثقة

ربما كان المجال الأمني والذي يأخذ كثيرًا من خبرته العملية قد أضفى عليه تلك الصفات المنضبطة لرجل الأمن الواعي، ومن الأمن يبدأ كل شئ وعند الأمن ينتهى كل شئ، اقتصاديًا واجتماعيًا وخدميا، ولم يكن مستغربًا لي عندما بحثت ان يكون هذا المحافظ الهمام حاصلًا على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من السيد رئيس الجمهورية وتحديدا فى عام ٢٠١٧، مسئولية عظيمة ان تتكلف بمهام تلك المدينة التي سبقت العاصمة تاريخيًا بألفين عام، الإسكندرية تلك المدينة والتي كان محافظها يوما ما -ان جاز التعبير – هرقل إمبراطور الروم بنفسه والذي قال عنها ( ان الإسكندرية هي درة تاج الإمبراطورية الرومانية فان سقطت انفرط عِقد هذه الإمبراطورية العظمى)، حتى الفاتحون المسلمون كانوا يعلمون ابان حروبهم ان الإسكندرية هى المفتاح الأعظم لكل المنطقة فكانت حاضرتهم حين تم فتحها على يد عمرو بن العاص كما كانت حاضرة إمبراطورية الروم من قبل.

قرأ محمد الشريف تاريخ هذه المدينة فيما يبدو جيدًا وذلك حين تسمعه وقد وضع هدفًا له منذ اليوم الأول لاستلام مهام عمله حيث قال ( ان مهمتنا ان تعود الإسكندرية كما كانت وان تظل عروس البحر الأبيض المتوسط)، والحقيقة انه خلال عام واحد قد أثبت انه يسير بخطى حثيثة نحو تحقيق هذا الهدف، فبنظرة سريعة للمشروعات الكبرى والتي نشرها تقرير إنجازات المحافظة على موقعها الرسمى ٢٠٢٠ ستجد ان “تطوير العشوائيات” كان هدفا إستراتيجيًا للرجل منذ اليوم الأول، وبالاطلاع على الملف المدمج والذي يحتوي على مشروعات تطوير الأحياء العشوائية بميزانية تقارب المليار جنيه ومنها أحياء الدخيلة الجبلية ونادي الصيد وسيدي بشر قبلي ومحسن الكبرى والحضرة الجديدة وتوابعها، وماوى الصيادين وكوم الملح وفرن الجراية، مشروعات أقل ماتوصف به أنها مشروعات عظمى والأعظم ان هذه المشروعات خطط لها ان تنتهي في عام واحد، ومن هنا جاء عنوان هذا المقال حقيقة دامغة ..عام بمائة عام.

لان هذه الأحياء وعبر عقود كاملة -سابقة- قد تم اهمالها إهمالا جسيما، ولو اتسع الوقت لسردنا أحداث وإنجازات عام كامل تخطت فيه المشروعات التطويرية بالإضافة إلى إعادة هيكلة الادارات المحلية وإمداد كافة الأنشطة الخدمية باحتياجاتها فى عمل دؤوب لا يكل منه الرجل ولا يمل، هو يعلم بحسه الأمني والوطني والإنساني حجم المسئولية أمام الشعب الذي أختار تلك القيادة التي أختارته شخصيًا لتلك المهمة الصعبة، فمسئوليته أمام القيادة وأمام أبناء المحافظة هي الدافع الذي ننتظر ان نرى به ومعه محافظتنا الحبيبة والغالية على قلب كل مواطن مصري تعود على يديه كما قال ووعد عروس البحر الأبيض المتوسط الأبدية، وفى عيد الإسكندرية القومي نهنئ أنفسنا بوجود هذا الرجل وندعو له بالتوفيق والسداد وتحية للرجل الهمام السيد اللواء محمد طاهر الشريف محافظ الإسكندرية.