مقالات

علموا أبناءكم قيمة المال.. دروس من تعب العمر وصحة الأجساد

علموا أبناءكم قيمة المال.. دروس من تعب العمر وصحة الأجساد

علموا أبناءكم قيمة المال.. دروس من تعب العمر وصحة الأجساد
صورة ارشيفية

كتبت: دنيا أحمد

في زمنٍ يتسارع فيه كل شيء، وتنتشر فيه مشاهد الرفاهية والاستهلاك عبر الشاشات، يغيب عن كثير من الأبناء إدراك المعنى الحقيقي لكسب المال. يرى البعض أن ما يُنفقه الآباء يأتي بسهولة، دون أن يدركوا أن خلف كل ورقة نقدية وقتًا مضنيًا، وجهدًا متواصلًا، وتنازلات صحية ونفسية لا تُحصى.

“علّموا أبناءكم أن الآباء لا يعثرون على الأموال في الطرقات… إنما هي أعمار تُدفع، وصحة تذهب، وجسد تأكله الأيام.” هذه العبارة ليست مجرد كلمات، بل هي تلخيص مؤلم لحقيقة يجهلها الكثير من الأبناء، في مراحل الطفولة والمراهقة وحتى بدايات الشباب.

علموا أبناءكم قيمة المال.. دروس من تعب العمر وصحة الأجساد
صورة ارشيفية

من واجبنا كآباء وأمهات أن نغرس في نفوس أبنائنا قيمة المال، لا من باب البخل أو التضييق، بل من باب التربية على المسؤولية والوعي. أن نحدثهم عن ساعات العمل الطويلة، عن التعب الذي نحمله في أجسادنا عند عودتنا إلى المنزل، عن الأيام التي نُؤجل فيها احتياجاتنا الشخصية لنوفر لهم ما يستحقونه.

علموهم أن كل شيء له ثمن، وأن ما يُشترى بالمال يُدفع أولًا من رصيد الصحة، ومن عمر مضى لا يعود.

علموهم الفرق بين الحاجة والرغبة، بين الكماليات والضروريات.

علموهم أن يقدّروا لا أن يُسرفوا، أن يشكروا لا أن يطلبوا المزيد.

علموا أبناءكم قيمة المال.. دروس من تعب العمر وصحة الأجساد
صورة ارشيفية

التربية المالية ليست رفاهية، بل ضرورة في زمن تُغري فيه الإعلانات العقول قبل الجيوب، وتضيع فيه القيم أمام سطوة الاستهلاك. التربية على تقدير الجهد، على احترام تعب الآخرين، هي التي تُخرج للمجتمع جيلًا واعيًا، ممتنًا، مسؤولًا.

في الختام، لا تحرموا أبناءكم من النِعم، لكن لا تحرموهم أيضًا من معرفة الطريق الذي سلكتموه لتوفيرها. فالإدراك هو أول خطوة نحو التقدير، والتقدير هو أساس الامتنان.

زر الذهاب إلى الأعلى