مقالات

حمدي رزق يكتب: فى بيتهم ومطرحهم..

حمدي رزق يكتب: فى بيتهم ومطرحهم..

حمدي رزق يكتب: فى بيتهم ومطرحهم..
حمدي رزق

صور وصول الجهاز الفنى للفريق الأول لكرة القدم بنادى المريخ السودانى، إلى مدينة أسوان، صباح الثلاثاء الماضى، ضمن عملية إجلاء الجهاز واللاعبين الأجانب، بسبب الأوضاع التي يمر بها السودان حاليا- صور الاستقبال في أسوان تفرح القلب، وكأنهم في أم درمان.

أتمنى على إدارة النادى الأهلى الكبير، توجيه دعوة استضافة مفتوحة لنادى الهلال السودانى حتى تنزاح الغمة، وفتح أبواب ملاعبه وصالاته، ويسخر إمكانياته ليواصل لاعبو الهلال تدريباتهم واستعداداتهم لقادم المواعيد الكروية، حتى يعود الهلال إلى استاد «الجوهرة الزرقاء» ولاعبوه في كامل لياقتهم الكروية.

أتحدث عن الأهلى الكبير في قلب مصر الكبيرة التي فتحت أحضانها لاستقبال إخوتنا عبر معبر «أرقين» الحدودى، بكل حب وترحاب، في بيتهم ومطرحهم، ولهم في كل مندرة مقعد، وطبق الطعام يكفى ويزيد.. ولقمة هنية تكفى ميه.

الكبير كبير، والأهلى كبير، وفرصة وسنحت لتنقية الأجواء بين الأحمر والأزرق، يُعرف الرجال الأصلاء في الشدائد والمحن، ومصر قال فيها طيب الذكر الشاعر الكبير «إسماعيل الحبروك»: «تفوت عليكى المحن/ ويمر بيكى الزمان/ وإنتى أغلى وطن/ وإنتى أعلى مكان/ ومهما كان انتى مصر».

ومشتق منها «ومهما كان إنت الأهلى»، زعيم إفريقيا، وسلطان السلاطين الكروية في القارة السمراء، على حد قول المعلق التونسى الجميل «رؤوف بن خليف»، نادى المبادئ الحاضرة في ضمير الأمة العربية، شعبية الأهلى في الوطن العربى الكبير والقارة العتيقة، والعالم، تؤهله لمثل هذه الأدوار الأخلاقية والإنسانية.

والزمالك وإدارته الوطنية مؤهل تماما لاستضافة زمالك السودان «المريخ»، نادى الوطنية يعبر عن نفسه أصدق تعبير في هذه المحنة التي يمر بها الأشقاء في السودان، لا يعبرون مصر إلى غيرها، لا جنوبا ولا شمالا، مصر أولى بهم، وحضن مصر يتسع للأشقاء، وفى مرابع مصر وملاعبها متسع، لكم فيها ما سألتم..

الماضى يحكم الحاضر، وعلاقات الأندية المصرية والسودانية نموذج ومثال، دعك من بعض الإحن والمحن، الثابت أننا نشرب من نيل واحد عذب فرات سائغ شرابه لذة للشاربين.

وبالسوابق يُعرفون، وإذا خُيّر الهلال بين ملاعب إفريقيا لاختار ملاعب الأهلى وجمهوره، ولو خُيّر المريخ بين ملاعب القارة لاختار «ميت عقبة» حيث الزمالك العريق، ولمّا خُيرت مصر ممثلة في فريقها القومى لتواجه الجزائر في مباراة فاصلة للصعود إلى نهائيات كأس العالم، اختارت أم درمان، الضلع العريق في العاصمة المثلثة (الخرطوم) لأنها الأقرب إلى القلب.

المصرى في الخرطوم بين أهله وناسه، والسودانى في القاهرة بين أهله وناسه، والدم ميبقاش ميه، ودمنا من مياه النيل، وشربة ماء من عند جزيرة «توتى» بطعم شربة ماء عند «جزيرة الذهب».. مزاجها من تسنيم يهنأ بها الطيبون.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى