ثقافة وترفيةمقالات

مصر المحروسة وأستقبال شهر رمضان منذ ١٠٠٠ عام

مصر المحروسة وأستقبال شهر رمضان منذ ١٠٠٠ عام

مصر المحروسة وأستقبال شهر رمضان من ١٠٠٠ عام
صورة أرشيفية

كتب: محمد فخري

عرفت مصر الاحتفال بشهر رمضان احتفالا حقيقيا مع الدولة الفاطمية والفاطمين حيث أدخلوا مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم في كل ربوع المحروسة، سوف اقص عليكم بعض مظاهر الاحتفال والحياة اليومية للمصريين عند قرب شهر رمضان حيث يجتمع مجموعة من العلماء وقاضي القضاة ويذهبون إلى الصحراء وبناء خيمة وتبدأ مراقبة ظهور هلال الشهر الكريم وعندما يرى قاضي القضاة ظهور هلال شهر رمضان المبارك يبلغ المنادي أن يجوب شوارع المدينة ويعلن عن بداية شهر رمضان طبعا كانت هذة هي الوسيلة المتاحة في هذة الأيام للإعلان. 

يجتمع الناس فرحين ببدء الشهر الكريم ويتقدم قاضي القضاء بفتح دار الكسوة لتوزيع الكسوة على الفقراء وعامة الشعب من مشايخ وموظفين الدولة وتوزيع الأقمشة والملابس الجاهزة من عبايات وقفاطين ثم يأتي دور الدولة في إرسال أطباق من الفضة مليئة بالحلوى والنقل اي المكسرات وفي وسط الطبق سرة من الدنانير الذهبية في جو من الأحتفال.

يأتي دور الإمام وهو إمام جامع الازهر بدعوة المشايخ والعلماء والدعاة وفتح قاعة كبيرة لتوزيع الكسوة لكل شيخ مكونة من جبة وقفطان ورمي أكياس من الدنانير الذهبية على الجميع ودخول الخدم يحملون القطايف والحلوى وأمام كل شيخ ومدعو طبق من القطايف حتى يشبعون ويحملون الباقي للأولاد. 

الأولاد لهم دور اخر بعد الأفطار يتوجهون إلى المنازل والفوانيس في أيديهم ويطلبون الحلوى والمكسرات ودنانير الفضة وبالتالي لايوجد جائع ولا محتاج طوال الشهر لأن كل شيخ أو مقتدر يقيم وليمة كل يوم للفقراء والمحتاجين طوال الشهر ويجتمع كل مجموعة من المشايخ بعد الفطور لقراءة القرآن والمنشدين يتبارون في الانشاد الديني ويختارون مع قرب السحور شيخا متطوعا يجوب في شوارع المدينة لإيقاظ الناس للسحور وكان عملا نبيلا قبل ظهور المسحراتي وكانت هذة أيام شهر رمضان منذ ألف عام في مصرنا الحبيبة وكان الخير بلا حدود والتعاطف والود بين الناس سمة هذا العصر. 

مصر المحروسة وأستقبال شهر رمضان منذ ١٠٠٠ عام
ا. محمد فخري

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى