في ذكرى ميلاده.. محفوظ عبد الرحمن مؤرخ الدراما وصاحب الحكاية التي لا تنتهي

كتبت: دنيا أحمد
في مثل هذا اليوم، 11 يونيو 1941، وُلد الكاتب والباحث المصري محفوظ عبد الرحمن، أحد أعمدة الدراما العربية، الذي آمن بأن الكلمة قادرة على أن تُخلّد التاريخ، وأن الفن يجب أن يكون مرآة للهوية والوعي.
منذ بداياته، جمع محفوظ عبد الرحمن بين القلم والموقف، وبين الخيال الإبداعي والدقة البحثية، فكتب للسينما والمسرح والتلفزيون، كما كتب المقالة والقصة والرواية، وكان مشروعه الفكري والفني قائمًا على إحياء الذاكرة القومية بعمق وصدق وجمال، وهو زوج الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز.
دراما تُحاكي الوعي
برز اسمه في أعمال تلفزيونية ضخمة خلدت سير رموز وشخصيات تاريخية وفنية وثقافية، فكانت له بصمات في مسلسلات:
• أم كلثوم
• بوابة الحلواني
• سليمان الحلبي
• عنترة
• ليلة سقوط غرناطة
أما في السينما، فقدم أبرز أفلام السيرة والتاريخ مثل:
• ناصر 56 (1996)
• حليم (2005)
• القادسية
وكان دائم التعاون مع كبار المخرجين مثل شريف عرفة وعباس أرناؤوط، مما أضفى على أعماله طابعًا فنيًا راقيًا متكامل الرؤية.

من الوثيقة إلى الرواية
بدأ محفوظ عبد الرحمن الكتابة قبل تخرّجه من جامعة القاهرة عام 1960، وعمل في مجالات الصحافة والنقد والمقال، ثم التحق بوزارة الثقافة، حيث عمل في دار الوثائق التاريخية، قبل أن يتفرغ للكتابة في عام 1982.
أصدر مجموعته القصصية الأولى “البحث عن المجهول” عام 1967، ثم “أربعة فصول شتاء”، وروايته “اليوم الثامن”، وكان في كل ما كتب يحمل همًّا فكريًا وتاريخيًا يعيد قراءة الماضي بعيون الحاضر.

الوداع الأخير
رحل محفوظ عبد الرحمن في 19 أغسطس 2017، عن عمر ناهز 76 عامًا، بعد صراع مع المرض، لكنه ترك وراءه مكتبة درامية فريدة، تؤرخ للوطن، وتُحاور العقل، وتُخاطب الوجدان.
في ذكرى ميلاده، يبقى محفوظ عبد الرحمن ضمير الدراما العربية، وحارسًا على ذاكرة الأمة، وكاتبًا آمن بأن الكلمة مسؤولية، وبأن التاريخ لا يُروى إلا بصدق الفن.






