مقاتل مصري وراءه شعب .. بقلم : حماده عبد الجليل خشبه
لا يمكن باي حال من الأحوال ان تمر علينا ذكرى انتصارات أكتوبر المجيد دون الحديث عنه في إحدى مقالاتي، لأنها انتصارات حققها الجيش المصري في وقت قياسي منذ عام 1967 حتى عام 1973 فهو بالفعل وقتا قياسيا ، ليستعيد فيه الجيش المصري والشعب المصري العظيم كرامته وارضه التي أغتصبها العدو.
نتذكر معا نصر أعاد لنا وللعرب كرامتهم. يوم العبور العظيم الذى بدأ الاعداد له الزعيم جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر من العام 1970.، والذى خطط له ودبره ونفذه فى 6 أكتوبر من العام 1973 الزعيم الراحل محمد أنور السادات ورجال القوات المسلحة المصرية ، والذى شهد عبور القوات المصرية الى الضفة الشرقية من قناة السويس، وحطموا خط بارليف الحصين وأعادوا أرض سيناء الحبيبة الى حضن الوطن المصري، ولا ننكر فضل الشعب السوري وقواته المسلحه حين ذاك.
لم تكن معركة النصر سهلة، بل ضحى في سبيل تحقيق النصر مئات الالاف من الشهداء منذ حرب 48 ومرورا ب 56 و67 حتى جاء الانتصار العظيم في السادس من أكتوبر عام 1973، بفضل الإيمان والإعداد القوي، «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ» الآية 60 من سورة الانفال.
حرب السادس من أكتوبر كما نطلق عليها في مصر وحرب تشرين كما يطلقون عليها في سوريا الشقيقه، وعيد الغفران عند اليهود فإنه أكثر الأيام قداسة عند اليهود وأكثر الأيام التي تصبح فيها إسرائيل في أشد حالات الضعف والانكسار .
هذه الحرب ليست رقما هينا في معادلة الحروب المصرية أو في سلسلة التاريخ العسكرى المصرى، بل هي أعظم انجاز تاريخى في حياة المصريين كافة، لأنها حققت الفوز في المواجهات المباشرة رغم كل التعقيدات والتحديات والظروف، واستطاعت مصر أن تبنى جيشها في ست سنوات فقط حين ذاك.
منحت حرب أكتوبر المجيد للمصريين دروسا لاتنتهي من الاصرار والعزيمة والرغبه في النجاح، فلم تنكسر احلام المصريين المشروعة على صخرة هزيمة 1967، ولم يعجز المصريين امام ضعف العتاد العسكرى حيث فقد مصر اكثر من 85٪ من سلاحها آنذاك ، وانما كان التفكير دائما نحو البناء من جديد، والذي كان حلم استغرق تحقيقه ايام وسنين من حياة المصريين امتلأت بالقصص والعبارات التي يحكيها لنا التاريخ عن شعب أصر على النجاح وحققه ، فكان بطلها مقاتل مصري وراءه شعب، ولم تكن مجرد حرب انتصرنا فيها على العدو وإنما هي منهاج حياه نتذكره كلما حل بنا كل تحدي جديد.
حفظ الله مصر وارضها وشعبها وقيادتها