من النجومية إلى دار المسنين والتسول.. أكثر النهايات المأساوية في الوسط الفني

كتبت / دنيا أحمد
هو أحد نجوم زمن الفن الجميل، سطع نجمه في الستينيات، وشارك في أعمال مهمة خلدها تاريخ السينما المصرية، إلا أن نهايته كانت من أكثر النهايات المأساوية في الوسط الفني… إنه الفنان عبد العزيز مكيوي، الذي وُلد في 29 يناير 1934 باسم محمد عبد العزيز أحمد شحاتة، وعُرف بثقافته الواسعة وإجادته لعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والروسية، إلى جانب حصوله على دبلومات في السياسة وترجمة الأدب.
تخرج مكيوي من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1954، وانضم إلى نقابة الفنانين، ثم بدأ رحلته الفنية عبر المسرح، حيث شارك في مسرحية “تلميذ الشيطان” عام 1960. وبعدها بزغ نجمه سينمائيًا من خلال فيلم “لا تطفئ الشمس” مع فاتن حمامة ونادية لطفي، وحقق شهرته الأكبر في فيلم “القاهرة 30” الذي يُعد أبرز أعماله.

ورغم أن رصيده لم يتجاوز الثلاثين عملاً فنيًا، إلا أن أداءه الفني ظل محل تقدير، خاصة في المسلسل الشهير “عصفور من الشرق” الذي عُرض عام 1967.
لكن الحياة لم تكن كريمة معه في سنواته الأخيرة؛ فقد عاش عبد العزيز مكيوي مأساة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بعد أن ساءت حالته النفسية إثر وفاة زوجته التي كان يحبها بشدة، واختفى عن الأضواء تمامًا. وعُثر عليه بعد سنوات في حي الحسين يتسول ويأكل من القمامة، يجلس على كرسي متحرك إثر إصابة في ساقه، ويقضي لياليه نائمًا على الأرصفة.

أثارت صوره المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي صدمة كبيرة، مما دفع نقيب الفنانين أشرف زكي للتدخل وتوفير مسكن آدمي له، لكن مكيوي رفض البقاء فيه واختار العودة للشارع. وبعد فترة، تمكن الفنان رمزي العدل من نقله إلى دار للمسنين، حيث قضى أيامه الأخيرة هناك، حتى رحل عن عمر ناهز 82 عامًا، طاويًا صفحة مؤلمة من قصص الوسط الفني.

قصة عبد العزيز مكيوي تظل تذكيرًا قاسيًا بأن خلف بريق النجومية قد تختبئ معاناة لا تُرى، ونهايات لا تليق بأصحابها.






