هل خص النبي صلى الله عليه وسلم شهر رجب بعبادات معينة
اشتهر بين كثير من الناس أن لشهر رجب خصائص معينة وفضائل مخصوصة، فمنهم من يجعل له صيام مخصوص، ومنهم من يجعل له صلاة مخصوصة، ومنهم من يجعل فيه ذبيحة مخصوصة، ومنهم من يجعل فيه صدقة مخصوصة، وغير ذلك من الأعمال، ودليلهم في ذلك كله إما التقليد، وإما دليل سواء كان حديثًا أو أثرًا.
والعجيب أنه لم يثبت في كل هذه الأعمال السابقة حديث صحيح صريح واحد، قال الحافظ ابن حجر:لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة.
وقال ابن القيم: كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى.
غير أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم (ورجب من الأشهر الحرم ) فقَالَ صلى الله عليه وسلم : (صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ) رواه أبو داود (2428) وضعفه بعض العلماء.
فهذا الحديث – إن صح – فإنه يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم، فمن صام في شهر رجب لهذا, وكان يصوم أيضًا غيره من الأشهر الحرم فلا بأس، أما تخصيص رجب بالصيام فلا.
وعليه فلم يرد في شهر رجب فضائل مخصوصة ولا خصائص معينة، غير أنه من الأشهر الحرم، التي نهانا المولى عز وجل فيها عن ظلم أنفسنا بالمعاصي، فلا ينبغي تخصيص هذا الشهر الكريم بعبادة مخصوصة معينة، صلاة كانت أو صيام أو صدقة، أو عمرة، فكل هذا مما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما ورد – إن صح – هو صيام الأشهر الحرم، لا صوم رجب خاصة، ولا صوم أيام معينة في رجب.
شارك الفائدة مع أحبابك، ودلهم على الخير…
المصادر:
تبيين العجب بما ورد في شهر رجب لابن حجر (11).
المنار المنيف لابن القيم (96).
مجموع الفتاوى (25/290): “وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات. وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم: وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم. فهذا في صوم الأربعة جميعًا لا من يخصص رجبًا”.