أحمد يحيى.. المخرج الذي عشق الكاميرا منذ الطفولة وخلّد الأدب على الشاشة
كتبت / دنيا أحمد
بدأت رحلة المخرج الكبير أحمد يحيى من أمام الكاميرا، حين كان لا يزال طفلاً في الخامسة عشرة من عمره، يشارك العندليب عبد الحليم حافظ في فيلمي “حكاية حب” عام 1959 و*“البنات والصيف”* عام 1960، لكنه لم يكتفِ بالأضواء كممثل، بل اختار الطريق الأصعب: أن يكون خلف الكاميرا، صانعاً للصورة، وحارساً للحكاية.
عشق السينما دفعه إلى الدراسة الأكاديمية، فحصل على بكالوريوس الإخراج من المعهد العالي للسينما عام 1968، ثم عمل مساعدًا لعمالقة الإخراج مثل حلمي حليم، أشرف فهمي، حسين كمال، ومحمد عبد العزيز. هذه الخبرات صقلت موهبته، وسرعان ما أصبح اسمه لامعًا في عالم الإخراج السينمائي.
تميّز أحمد يحيى بقدرته على تحويل النصوص الأدبية إلى أعمال سينمائية مؤثرة، وامتاز بتعاونه مع كبار النجوم الذين اعتبروه مخرجهم المفضل، وعلى رأسهم فريد شوقي ورشدي أباظة. أخرج مجموعة من أنجح أفلام السينما المصرية، من أبرزها:
• حكمت المحكمة (فريد شوقي، ماجدة الخطيب، يسرا)
• حب لا يرى الشمس (نجلاء فتحي، فريد شوقي، محمود عبد العزيز)
• حتى لا يطير الدخان (عادل إمام، سهير رمزي)
• كراكون في الشارع (عادل إمام، يسرا)
• يا عزيزي كلنا لصوص (محمود عبد العزيز، ليلى علوي)
• غداً سأنتقم (نجلاء فتحي، فاروق الفيشاوي)
• رحلة النسيان، العزاب امرأة، لا تبكِ يا حبيب العمر، وليلة بكى فيها القمر.
أسلوبه كان إنسانياً، قريباً من الواقع، وتناول قضايا المجتمع بجرأة وبساطة في آن واحد. وقد كُرِّم في الدورة الـ34 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط عام 2018، إلى جانب رموز فنية كالموسيقار عمر خيرت والنجم فاروق الفيشاوي.
رغم نجاحه المهني، لم يسلم أحمد يحيى من محنة المرض، إذ تعرض لوعكة صحية شديدة في الإسكندرية أدت إلى إصابته باختناق وإغماء، ودخل إثرها المستشفى.
رحل أحمد يحيى، لكن أعماله لا تزال حية، تُعرض وتُشاهد وتُناقَش، لتبقى شهادته الفنية على عصر كامل من الإبداع السينمائي. كان مخرجًا يحمل من الطفولة براءتها، ومن الإخراج دقّته، ومن الحياة حبها للحكايات.
